(وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب [196]).
اللغة: قد ذكرنا حقيقة الحج والعمرة فيما مضى عند قوله (فمن حج البيت أو اعتمر) فلا معنى لإعادته. والإحصار: المنع، يقال للرجل الذي منعه الخوف أو المرض عن التصرف: قد أحصر، فهو محصر. ويقال للرجل الذي حبس: قد حصر فهو محصور. وقال الفراء: يجوز أن يقوم كل واحد منهما مقام الآخر، وخالفه فيه أبو العباس المبرد والزجاج.
قال المبرد: ونظيره حبسه جعله في الحبس. وأحبسه: عرضه للحبس.
وأقتله: عرضه للقتل، وكذلك حصره حبسه أي: أوقع به الحصر. وأحصره:
عرضه للحصر، وحصر حصرا: إذا عيي في الكلام. والحصير: البخيل لحبسه رفده (1). والحصير: الذي لا يبوح بسره، لأنه قد حبس نفسه عن البوح به (2).
والحصير: الحبس. والحصير: الملك. والحصور: الهيوب المحجم (3) عن الشئ. والحصور: الذي لا إربة (4) له في النساء. وأصل الباب: الحبس.
وفي أصل الهدي قولان أحدهما: إنه من الهدية، يقال: أهديت الهدية إهداء، وأهديت الهدي إلى بيت الله إهداء. فعلى هذا إنما يكون هديا لأجل التقرب به إلى الله والآخر: إنه من هداه إذا ساقه إلى الرشاد، فسمي هديا، لأنه يساق إلى الحرم الذي هو موضع الرشاد، وواحد الهدي هدية، كما يقال شرية وشري، وتمرة وتمر، وجمع الهدي هدي على زنة فعيل، كما يقال عبد وعبيد، وكلب وكليب.
وقيل واحد الهدي هدية، مثل مطية ومطي. قال الفرزدق: