لحيان، ثم غزوة بني قرد، ثم غزوة بني المصطلق، ثم غزوة الحديبية، ثم غزوة خيبر، ثم غزوة الفتح فتح مكة، ثم غزوة حنين، ثم غزوة الطائف، ثم غزوة تبوك.
قاتل منها في تسع غزوات: غزوة بدر الكبرى، وهو يوم الجمعة، السابع عشر من رمضان، سنة اثنتين من الهجرة وأحد وهو في شوال، سنة ثلاث من الهجرة.
والخندق وبني قريظة، في شوال سنة أربع. وبني المصطلق وبني لحيان، في شعبان سنة خمس. وخيبر، سنة ست. والفتح، في رمضان (1) ثمان. وحنين والطائف، في شوال سنة ثمان. فأول غزوة غزاها بنفسه، فقاتل فيها بدر، وآخرها تبوك. وأما عدد سراياه فستة وثلاثون سرية، على ما عد في مواضعه.
(ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين 127 ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون 128).
اللغة: الكبت: الخزي، وهو مصدر كبت الله العدو أي: أخزاه وأذله. وقال الخليل: الكبت صرع الشئ على وجهه. كبتهم الله فانكبتوا. وحقيقة الكبت:
شدة الوهن الذي يقع في القلب، وربما صرع الانسان لوجهه للخور الذي يدخله.
والخائب: المنقطع عما أمل، ولا يكون الخيبة الا بعد الامل، لأنها امتناع نيل ما أمل. واليأس: قد يكون قبل الامل، وقد يكون بعده. واليأس والرجاء نقيضان يتعاقبان كتعاقب الخيبة والظفر.
الاعراب: نصب (أو يتوب عليهم) على وجهين: أحدهما: أن يكون عطفا على (ليقطع) ويكون قوله (ليس لك من الامر شئ) اعتراضا بين المعطوف والمعطوف عليه، كما تقول: ضربت زيدا، فافهم ذلك وعمرا. والاخر: أن يكون أو بمعنى إلا أن فكأنه قال: ليس لك من الامر شئ الا ان يتوب الله عليهم، أو يعذبهم. فيكون أمرك تابعا لامر الله لرضاك بتدبيره فيهم.
المعنى: (ليقطع طرفا من الذين كفروا) اختلف في وجه اتصاله بما قبله، فقيل: يتصل بقوله (وما النصر الا من عند الله) ومعناه: أعطاكم الله هذا النصر، وخصكم به، ليقطع طائفة من الذين كفروا بالأسر والقتل. وقيل: هو متصل بقوله