إثم عليه، ولا كفارة، عن الحسن ومجاهد وقتادة وغيرهم، وهو قول أبي حنيفة وأصحابه. وقيل: هو يمين الغضبان لا يؤاخذكم بالحنث فيها، عن ابن عباس أيضا وطاووس، وبه قال سعيد بن جبير، إلا أنه أوجب فيها الكفارة، وقال مسروق: كل يمين ليس له الوفاء، فهي لغو، ولا يجب فيها كفارة. (ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم) أي: بما عزمتم وقصدتم، لأن كسب القلب العقد والنية. وفيه حذف أي: من أيمانكم. وقيل: بان تحلفوا كاذبين، أو على باطل، عن إبراهيم (والله غفور) يغفر الذنوب (حليم) يمهل العقوبة على الذنب، ولا يعجل بها.
(للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاؤوا فإن الله غفور رحيم [226] وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم [227]).
اللغة: آلى الرجل من امرأته يؤلي إيلاء من الإلية والألوة: وهي الحلف، قال الشاعر:
كفينا من تغيب من نزار، * وأحنثنا ألية مقسمينا وائتلى وتألى بمعناه، وفي التنزيل: (ولا يأتل أولوا الفضل منكم). وقرأ:
ولا يتأل. وجمع الإلية ألايا وأليات، كعشية وعشايا وعشيات. وجمع الألوة ألايي كركوبة وركائب. والتربص: الانتظار. ويقال: تربصت به، قال الشاعر:
تربص بها ريب المنون لعلها * تطلق يوما، أو يموت حليلها (1) والفئ: الرجوع، يقال: فاء يفئ فيئا: إذا تحول عن جهة الغداة برجوع الشمس عنه. والفرق بين الفئ والظل، ما قال المبرد: إن الفئ: ما نسخ الشمس لأنه هو الراجع. والظل: ما لا شمس فيه. وكل فئ ظل، وليس كل ظل فيئا.
وأهل الجنة في ظل لا في فئ، لأن الجنة لا شمس فيها. وفي التنزيل: (وظل ممدود). وجمع الفئ أفياء. والفئ: غنائم المشركين، أفاء الله علينا منهم، وهو من رجوع الشئ إلى حقه. وفلان سريع الفئ من غضبه أي: الرجوع. والعزم:
هو العقد على فعل شئ في مستقبل الأوقات، وهو إرادة متقدمة للفعل بأكثر من وقت واحد يتعلق بفعل اللازم، يقال: عزم على الشئ يعزم عزما. واعتزم وعزمت عليك