المعنى: (تلك) إشارة إلى ما تقدم ذكره من إماتة ألوف من الناس دفعة واحدة، وإحيائهم دفعة واحدة، بدعاء نبيهم، ومن تمليك طالوت، وهو من أهل الخمول الذي لا ينقاد لمثله الناس، لما جعل الله له من الآية، علما على تمليكه، ونصرة أصحاب طالوت مع قلة عددهم وضعفهم، على جالوت وأصحابه مع قوتهم وشوكتهم (آيات الله) أي: دلالات الله على قدرته (نتلوها عليك) نقرؤها عليك يا محمد (بالحق) بالصدق. وقيل: يقرأها جبريل عليك بالحق بأمرنا (وإنك لمن المرسلين) معناه: وإنك لمن المرسلين بدلالة إخبارك بهذه الآيات مع أنك لم تشاهدها، ولم تخالط أهلها، ولا تعلم ذلك مع عدم المشاهدة، ومخالطة أهلها إلا بوحي من جهة الله، والله لا يوحي إلا إلى أنبيائه.
(* تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جائتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد [253]).
الاعراب: (درجات): منصوب على الحال، والعامل فيه (رفع). وذو الحال (بعضهم) وتقديره: رفع بعضهم ذوي درجات، فحذف المضاف. ويجوز أن يكون حالا بعد الفراغ من الفعل، تقديره: ورفع بعضهم، فإذا هم ذوو درجات.
ويجوز أن يكون ظرف مكان، ويجوز أن يكون اسما وضع موضع المصدر، تقديره:
ورفع بعضهم رفعا.
المعنى: (تلك) بمعنى أولئك، إلا أنه أراد به الإشارة إلى الجماعة، فأتى بلفظ الإفراد الذي يكون للمؤنث المفرد، كما يقال: القوم خرجت أي: أولئك الذين تقدم ذكرهم من الأنبياء في الكتاب (الرسل فضلنا بعضهم على بعض) إنما ذكر الله تفضيل بعض الرسل على بعض لأمور أحدها: لأن لا يغلط غالط، فيسوي بينهم في الفضل، كما استووا في الرسالة. وثانيها: أن يبين أن تفضيل محمد عليهم، كتفضيل من مضى من الأنبياء بعضهم على بعض. وثالثها: إن الفضيلة قد تكون بعد