وكان ذلك مما يسمع، أخبر بأنه لا يخفى عليه، وأنه يسمعه، فكل لا يليق إلا بموضعه، وذلك من عظيم فصاحة القرآن.
(والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الأخر وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم [228]).
اللغة: القروء: جمع قرء، وجمعه القليل أقرء، والكثير: أقراء وقروء. وصار بناء الكثير فيه أغلب في الاستعمال يقال: ثلاثة قروء، مثل ثلاثة شسوع، استغنى ببناء الكثير عن بناء القليل. ووجه آخر: وهو أنه لما كانت كل مطلقة يلزمها هذا، دخله معنى الكثرة، فاتى ببناء الكثرة للإشعار بذلك. فالقروء كثيرة إلا أنها ثلاثة في ثلاثة في القسمة، وهذا الحرف من الأضداد، وأصله في اللغة يحتمل وجهين أحدهما: الاجتماع، ومنه قرأت القرآن لاجتماع حروفه، وما قرأت الناقة سلا قط.
أي لم يجتمع رحمها على ولد قط. قال عمرو بن كلثوم:
ذراعي عيطل، أدماء، بكر، * هجان اللون، لم تقرأ جنينا (1) فعلى هذا يقال: أقرأت المرأة فهي مقرئ: إذا حاضت. وأنشد: (له قروء كقروء الحائض) وذلك لاجتماع الدم في الرحم، ويجئ على هذا أن يكون القرء الطهر لاجتماع الدم في جملة البدن (والوجه الثاني): إن أصل القرء الوقت الجاري في الفعل على عادة،. وهو يصلح للحيض والطهر. يقال: هذا قارئ الرياح أي:
وقت هبوبها. قال الشاعر:
شنئت العقر، عقر بني شليل، * إذا هبت لقاريها الرياح أي: لوقت هبوبها، وشدة بردها. والذي يدل على القرء الطهر قول الأعشى: