والثاني: إنه لا يجوز تحليل جميع المحرمات، لأنه يدخل الكذب والظلم والقتل في ذلك.
المعنى: (ومصدقا لما بين يدي) أي: لما أنزل (1) قبلي (من التوراة)، وما فيه البشارة بي ومن أرسل قبلي من الأنبياء (ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم) هذا معطوف على معنى قوله (مصدقا) وتقديره: ولأصدق ما بين يدي من التوراة، ولأحل لكم، كما تقول: جئته معتذرا ولأجتلب عطفه. وقيل: إن الذي أحل لهم لحوم الإبل، والشروب (2)، وبعض الطيور والحيتان، مما كان قد حرم على بني إسرائيل، عن قتادة والربيع وابن جريج ووهب. وقيل: أحل لكم السبت، عن الكلبي. (وجئتكم بآية من ربكم) أي: بحجة تشهد بصدقي (فاتقوا الله) في مخالفتي، وتكذيبي. (وأطيعوني) كما أمركم الله به (إن الله ربي وربكم) أي:
مالكي ومالككم. وإنما قال ذلك ليكون حجة على النصارى في قولهم (المسيح ابن الله) والمعنى لا تنسبوني إليه، فأنا عبده كما أنكم عبيد له (فاعبدوه) وحده (هذا صراط مستقيم) أي: دين الله أي: عبادته دين مستقيم. وقد استوفينا الكلام في الرب، وفي الصراط المستقيم، في سورة الحمد. (فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون [52] ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين [53] ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين [54]).
اللغة: الإحساس: الإدراك بالحاسة. والحس: القتل لأنه يحس بألمه.
والحس: العطف لإحساس الرقة على صاحبه. والأنصار: جمع نصير كالأشراف جمع شريف. وأصل الحواري: الحور وهو شدة البياض، ومنه الحواري من الطعام لشدة بياضه. قال الحرث بن حلزة: