بالوعيد، لأن قوله (فلن يضر الله شيئا): دليل على معنى الوعيد، فكأنه قال: من يرتد عاد ضرره عليه، ومن شكر وآمن فنفعه يعود إليه.
فصل في ذكر ما جاء في اسم محمد (ص):
كانت كفار قريش يشتمون مذمما يعنون اسم النبي " صلى الله عليه وآله وسلم ". فروى أبو هريرة عن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " قال: ألم تروا كيف صرف الله عني لعن قريش وشتمهم يشتمون مذمما، وأنا محمد. وفي مسند علي بن موسى الرضا، عن آبائه، عن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " أنه قال: (إذا سميتم الولد محمدا فأكرموه، وأوسعوا له في المجلس، ولا تقبحوا له وجها، وما من قوم كان لهم مشورة فحضر معهم من اسمه محمد، أو أحمد، فأدخلوه في مشورتهم، إلا خير لهم. وما من مائدة وضعت فحضرها من اسمه محمد أو أحمد، إلا قدس في كل يوم ذلك المنزل مرتين ". وعن أنس بن مالك قال: كان النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " في السوق، فقال رجل: يا أبا القاسم! فالتفت إليه رسول الله، فقال الرجل: إنما أدعو ذاك. فقال رسول الله: تسموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم ": " لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي، أنا أبو القاسم، الله يعطي، وأنا أقسم " ثم رخص في ذلك لعلي " عليه السلام " وابنه. وعن علي بن أبي طالب قال: قال لي رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم ": " إن ولد لك غلام نحلته اسمي وكنيتي ".
(وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين [145]).
الاعراب: (كتابا): نصب على المصدر لفعل محذوف، دل عليه أول الكلام مع العلم بأن كل ما يكون فقد كتبه الله، فتقديره: كتب الله ذلك كتابا. وقال الأخفش: اللام في قوله: (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله) منقولة عما دخل عليه في غيره، وتقديره: وما كان لنفس لتموت أي: لأن تموت.
المعنى: (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله) ومعناه: ما كان نفس لتموت إلا بإذن الله، ومثله: (وما كان لله أن يتخذ من ولد) أي: وما كان الله ليتخذ