بالنصر. والمثل مثل الشبه والشبه أي: لم يصبكم شبه الذين خلوا أي: مضوا قبلكم من النبيين والمؤمنين. وفي الكلام حذف وتقديره: مثل محنة الذين، أو مصيبة الذين مضوا.
ثم ذكر سبحانه ما أصاب أولئك فقال: (مستهم البأساء والضراء) والمس واللمس واحد. والبأساء: نقيض النعماء. والضراء: نقيض السراء. وقيل البأساء القتل، والضراء الفقر. وقيل: هو ما يتعلق بمضار الدين من حرب وخروج من الأهل والمال، وإخراج فمدحوا بذلك إذ توقعوا الفرج بالصبر (وزلزلوا) أي: حركوا بأنواع البلايا. وقيل: معناه هنا أزعجوا بالمخافة من العدو، وذلك لفرط الحيرة (حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله) قيل: هذا استعجال للموعود كما يفعله الممتحن. وإنما قاله الرسول استبطاء للنصر على جهة التمني. وقيل: إن معناه الدعاء لله بالنصر، ولا يجوز أن يكون على جهة الاستبطاء لنصر الله، لأن الرسول يعلم أن الله لا يؤخره عن الوقت الذي توجبه الحكمة.
ثم أخبر الله سبحانه أنه ناصر أوليائه لا محالة فقال: (ألا إن نصر الله قريب) وقيل: إن هذا من كلامهم بأنهم قالوا عند الإياس (متى نصر الله)، ثم تفكروا فعلموا أن الله منجز وعده، فقالوا: (ألا إن نصر الله قريب) وقيل: إنه ذكر كلام الرسول والمؤمنين جملة وتفصيلا. وقال المؤمنون: متى نصر الله. وقال الرسول:
(ألا إن نصر الله قريب) كقوله: (جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله) أي لتسكنوا بالليل، ولتبتغوا من فضله بالنهار.
(يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم [215]).
اللغة: النفقة: اخراج الشئ من الملك ببيع أو هبة أو صلة أو نحو ذلك. وقد غلب في العرف على اخراج ما كان من المال من عين أو ورق. والسؤال: طلب الجواب بصيغة مخصوصة من الكلام.
الاعراب: موضع ما من قوله (ماذا ينفقون) يحتمل أن يكون مرفوعا أو منصوبا. فأما الرفع فيكون على تقدير ما الذي ينفقون أي: أي شئ الذي ينفقونه.
والعائد من الصلة محذوف، ويكون ذا موصولا بمنزلة الذي. و (ينفقون) صلته.