وبرسوله، (فقد هدي إلى صراط مستقيم) أي: إلى طريق واضح. قال قتادة: في هذه الآية علمان بينان: كتاب الله، ونبي الله. فأما نبي الله فقد مضى وأما كتاب الله فأبقاه الله بين أظهركم رحمة منه ونعمة، فيه حلاله وحرامه، وطاعته ومعصيته.
وقيل: إنهم قد شاهدوا في نفسه صلى الله عليه وآله وسلم معجزات كثيرة منها أنه كان يرى من خلقه كما يرى من قدامه. ومنها أنه كان ينام عينه، ولا ينام قلبه. ومنها أن ظله لم يقع على الأرض. ومنها أن الذباب لم يقع عليه. ومنها أن الأرض كانت تبتلع ما يخرج منه، وكان لا يرى له بول، ولا غائط. ومنها أنه كان لا يطوله أحد وإن طال. ومنها أنه كان بين كتفيه خاتم النبوة. ومنها أنه كان إذا مر بموضع يعلمه الناس لطيبه. ومنها أنه كان يسطع نور من جبهته في الليلة المظلمة. ومنها أنه قد ولد مختونا. إلى غير ذلك من الآيات.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون (102) واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون (103)).
اللغة: تقاة: من وقيت. قال الزجاج: يجوز فيه ثلاثة أوجه تقاة ووقاة وأقاة، حمله على قياس وجوه وأجوه. وإن كان هذا المثال لم يجئ منه شئ على الأصل نحو: تخمة وتكاة. غير أنه حمله على الأكثر من نظائره. والحبل: السبب الذي يوصل به إلى البغية، كالحبل الذي يتمسك به للنجاة من بئر، أو نحوها. ومنه الحبل للأمان، لأنه سبب النجاة. قال الأعشى:
وإذا تجوزها حبال قبيلة أخذت من الأخرى إليك حبالها (1) ومنه الحبل للحمل في البطن. وأصل الحبل: المفتول. قال ذو الرمة: