معناه وقد تكرهون شيئا في الحال، وهو خير لكم في عاقبة أموركم، كما تكرهون القتال لما فيه من المخاطرة بالروح (وهو خير لكم) لأن لكم في الجهاد إحدى الحسنيين: إما الظفر والغنيمة، وإما الشهادة والجنة.
(وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم) أي: وقد تحبون ما هو شر لكم، وهو القعود عن الجهاد لمحبة الحياة، وهو شر لما فيه من الذل والفقر في الدنيا، وحرمان الغنيمة والأجر في العقبى (والله يعلم) أي: يعلم ما فيه مصالحكم ومنافعكم، وما هو خير لكم في عاقبة أمركم (وأنتم لا تعلمون) ذلك، فبادروا إلى ما يأمركم به، وإن شق عليكم. وأجمع المفسرون إلا عطاء، أن هذه الآية دالة على وجوب الجهاد وفرضه، غير أنه فرض على الكفاية، حتى أن لو قعد جميع الناس عنه أثموا به، وإن قام به من في قيامه كفاية وغناء، سقط عن الباقين. وقال عطاء: إن ذلك كان واجبا على الصحابة، ولم يجب على غيرهم، وقوله شاذ عن الاجماع.
(يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون [217]).
اللغة: الصد والمنع والصرف نظائر. يقال: صد عن الشئ يصد صدودا.
وصدا: إذا أعرض وعدل عنه. وصد غيره يصده صدا: إذا عدل به عنه ومنعه.
والصدد: ما استقبلك، وصار في قبالتك، لأنه يعدل إلى مواجهتك. والصدان:
ناحيتا الشعب والوادي. والصداد: ضرب من الجرذان يعدل لك لشدة تحرزه.
والصداد: الوزغ لأنه يعدل عنه استقذارا له. وأصل الباب العدول. لا يزال أصله من الزوال: وهو العدول. ومعنى لا يزال: يدوم موجودا. وما زال أي: دام.
وحبط عمل الرجل حبطا، وحبوطا، وأحبطه الله إحباطا، والحبط: فساد يلحق الماشية في بطونها لأكل الحباط: وهو ضرب من الكلأ، يقال: حبطت الإبل تحبط حبطا: إذا أصابها ذلك، ثم سمي الهلاك حبطا وفي الحديث: " ان مما ينبت الربيع