شؤمها. وقيل: استزلهم بمحبتهم للغنيمة مع حرصهم على تبقية الحياة، عن الجبائي قال: وفي ذلك الزجر عما يؤدي إلى الفتور فيما يلزم من الأمور. وقيل:
استزلهم بذكر خطايا سلفت لهم، فكرهوا القتل قبل إخلاص التوبة منها، والخروج من المظلمة فيها، عن الزجاج.
(ولقد عفا الله عنهم) أعاد تعالى ذكر العفو تأكيدا لطمع المذنبين في العفو، ومنعا لهم عن اليأس، وتحسينا لظنون المؤمنين. (إن الله غفور حليم) قد مر معناه. وذكر أبو القاسم البلخي أنه لم يبق مع النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " يوم أحد إلا ثلاثة عشر نفسا: خمسة من المهاجرين، وثمانية من الأنصار. فأما المهاجرون فعلي " عليه السلام " وأبو بكر وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص. وقد اختلف في الجميع إلا في علي " عليه السلام " وطلحة. وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال: ورأيتني أصعد في الجبل، كأني أروى (1)، ولم يرجع عثمان من الهزيمة إلا بعد ثلاث. فقال له النبي " صلى الله عليه وآله وسلم ": " لقد ذهبت فيها عريضة "!
(يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيى ويميت والله بما تعملون بصير [156] ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون [157] ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون [158]).
القراءة: قرأ ابن كثير وأهل الكوفة غير عاصم: (بما يعملون) بالياء.
والباقون بالتاء. وقرأ نافع وأهل الكوفة غير عاصم: (متم) بالكسر. ووافقهم حفص في سائر المواضع إلا هاهنا. وقرأ الباقون: (متم) بضم الميم. وقرأ: (مما يجمعون) بالياء، حفص عن عاصم. والباقون: (تجمعون) بالتاء.
الحجة: قال أبو علي: حجة من قرأ بالتاء قوله: (ولا تكونوا كالذين