(أولئك الذين) كفروا بآيات الله، وقتلوا الأنبياء، والآمرين بالمعروف (حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة) يريد بأعمالهم ما هم عليه من ادعائهم التمسك بالتوراة، وإقامة شريعة موسى " عليه السلام ". وأراد ببطلانها في الدنيا أنها لم تحقن دماءهم وأموالهم، ولم ينالوا بها الثناء والمدح. وفي الآخرة أنهم لم يستحقوا بها مثوبة، فصارت كأنها لم تكن، لأن حبوط العمل عبارة عن وقوعه على خلاف الوجه الذي يستحق عليه الثواب والأجر والمدح وحسن الذكر، وإنما تحبط الطاعة حتى تصير كأنها لم تفعل إذا وقعت على خلاف الوجه المأمور به. (وما لهم من ناصرين) يدفعون عنهم العذاب.
(ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون [23] ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون [24]).
اللغة: النصيب: الحظ من الشئ، وهو القسم المجعول لمن أضيف إليه.
والدعاء: استدعاء الفعل ثم قد يكون بصيغة الأمر وبالخبر وبالدلالة والحكم. والخبر الذي يفصل الحق من الباطل مأخوذ من الحكمة: وهي المنع. والغرور: الإطماع فيا لا يصح غره يغره غرورا فهو مغرور. والغرور: الشيطان، لأنه يغر الناس.
والغار: الغافل، لأنه كالمغتر. والغرارة: الدنيا تغر أهلها. والغر: الغمر الذي لم يجرب الأمور، ومصدره الغرارة، لأنه من شأنه أن يقبل الغرور. والغرر: الخطر، أخذ منه. والغر: آثار طي الثوب، أطوه على غره أي: على آثار طيه. والغر: زق الطائر فرخه. والافتراء: الكذب. وفرى فلان كذبا يفريه (1) فرية، والفري: الشق.
وفرية مفرية أي: مشقوقة، وقد تفرى خرزها أي: تشقق. وفريت الأرض: سرتها وقطعتها.
الاعراب: (يدعون): جملة في موضع الحال من (أوتوا). (يتولى فريق): جملة معطوفة على (يدعون). (وهم معرضون): في موضع نصب أيضا على الحال من (يتولى). (أياما): نصب على الظرف لأن مس النار يكون في