على أفعال وأذكار، فجاز جمعه كالأصوات أي: فإذا قضيتم أفعال الحج. (فاذكروا الله).
واختلف في الذكر على قولين أحدهما: إن المراد به التكبير المختص بأيام منى، لأنه الذكر المرغب فيه، المندوب إليه في هذه الأيام والآخر: إن المراد به سائر الأدعية في تلك المواطن، لأن الدعاء فيها أفضل منه في غيرها (كذكركم آباءكم) معناه: ما روي عن أبي جعفر الباقر " عليه السلام " أنهم كانوا إذا فرغوا من الحج، يجتمعون هناك، ويعدون مفاخر آبائهم ومآثرهم، ويذكرون أيامهم القديمة، وأياديهم الجسيمة، فأمرهم الله سبحانه أن يذكروه مكان ذكرهم آباءهم في هذا الموضع.
(أو أشد ذكرا) أو: يزيدوا على ذلك بأن يذكروا نعم الله، ويعدوا آلاءه، ويشكروا نعماءه، لأن آباءهم وإن كانت لهم عليهم أياد ونعم، فنعم الله عليهم أعظم، وأياديه عندهم أفخم، ولأنه المنعم بتلك المآثر والمفاخر على آبائهم وعليهم. وهذا هو الوجه في تشبيهه هذا الذكر الواجب بذلك الذكر الذي هو دونه في الوجوب، وهو قول الحسن وقتادة. وقيل: معناه واستغيثوا بالله، وافزعوا إليه كما يفزع الصبي إلى أبيه في جميع أموره، ويلهج بذكره فيقول: يا أبت عن عطاء، والأول أصح. وقوله: (فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا): بين سبحانه أن الناس في تلك المواطن أصناف، فمنهم من يسأل نعيم الدنيا، ولا يسأل نعيم الآخرة، لأنه غير مؤمن بالبعث والنشور (وما له في الآخرة من خلاق) أي: نصيب من الخير موفور.
(ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار [201]).
اللغة: الفرق بين القول والكلام أن القول يدل على الحكاية، وليس كذلك الكلام نحو: قال الحمد لله، فإذا أخبرت عنه بالكلام قلت تكلم بالحق. والحكاية على ثلاثة أوجه أحدها: حكاية على اللفظ والمعنى نحو: (قال آتوني أفرغ عليه قطرا) إذا حكاه من يعرف لفظه ومعناه. وحكاية على اللفظ نحوها إذا حكاه من يعرف لفظه دون معناه. وحكاية على المعنى نحو أن تقول نحاسا بدل قوله قطرا. والإيتاء:
الإعطاء، وأصله الآتي بمعنى المجئ فأتي إذا كان منه المجئ. وآتى غيره: حمله