هذا القول، وأن يكون إنما الأولى مكسورة الهمزة، لأنها مبتدأ على هذا القول.
والتقديم والتأخير لا يغيران الإعراب عن استحقاقه، وذلك خلاف ما عليه القراءة، لأن القراء قد أجمعوا على كسر الثانية، وأكثرهم على فتح الأولى. (ولهم عذاب مهين) يهينهم في نار جهنم.
(ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبى من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم [179]).
القراءة: قرأ أهل الحجاز والشام وأبو عمرو وعاصم: حتى يميز وليميز بالتخفيف. والباقون بالتشديد وضم الياء الأولى.
الحجة: ماز يميز: فعل متعد إلى مفعول واحد، كما أن ميز فعل متعد إلى مفعول واحد، ويقال: مزته فلم يتميز، وزلته فلم يتزل. والتضعيف في ميز ليس للتعدي والنقل، كما أن التضعيف في عوض ليس للنقل من عاض، لأن عاض متعد إلى مفعولين، كما في قول الشاعر:
عاضها الله غلاما بعدما * شابت الأصداغ، والضرس نقد (1) فلو كان التضعيف في عوض للنقل، لتعدى إلى ثلاثة مفاعيل. فعوض وعاض لغتان في معنى واحد مثل ميز وماز.
النزول: قيل: إن المشركين قالوا لأبي طالب: إن كان محمد صادقا، فليخبرنا من يؤمن منا ومن يكفر، فإن وجدنا مخبره كما أخبر آمنا به. فذكر ذلك للنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " فأنزل الله هذه الآية، عن السدي والكلبي. وقيل: سأل المؤمنون أن يعطوا علامة يفرقون بها بين المؤمن والمنافق، فنزلت الآية، عن أبي العالية والضحاك.
المعنى: (ما كان الله ليذر المؤمنين) أي: ليدع ومعناه: لا يدع الله المؤمنين