ملأه الله يوم القيامة رضا). وفي خبر آخر: (ملأه الله يوم القيامة أمنا وايمانا). وقال أيضا: (كاظم الغيظ كضارب السيف في سبيل الله في وجه عدوه وملأ الله قلبه رضا). وفي خبر آخر: (ملأ الله قلبه يوم القيامة أمنا وأمانا). وقال عليه السلام: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).
ثم ذكر العافين عن الناس وروى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن هؤلاء في أمتي قليل، الا من عصم الله، وقد كانوا كثيرا في الأمم التي مضت). وفي هذا دليل واضح على أن العفو عن المعاصي مرغب فيه، مندوب إليه، وإن لم يكن واجبا.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ما عفا رجل عن مظلمة قط، الا زاده الله بها عزا). ثم ذكر سبحانه أنه يحب المحسنين والمحسن هو المنعم على غيره على وجه عار من وجوه القبح، ويكون المحسن أيضا هو الفاعل للأفعال الحسنة من وجوه الطاعات والقربات. وروي ان جارية لعلي بن الحسين، جعلت تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلاة، فسقط الإبريق من يدها فشجه، فرفع رأسه إليها، فقالت له الجارية: ان الله تعالى يقول: (والكاظمين الغيظ) فقال لها: قد كظمت غيظي. قالت:
(والعافين عن الناس) قال: قد عفا الله عنك. قالت: (والله يحب المحسنين) قال: اذهبي فأنت حرة لوجه الله.
(والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون 135 أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين 136).
اللغة: أصل الفاحشة الفحش: وهو الخروج إلى عظيم القبح، أو رأي العين فيه، ولذلك قيل للطويل المفرط: انه لفاحش الطول. وأفحش فلان: إذا أفصح بذكر الفحش. والاصرار: أصله الشد من الصرة. والصر: شدة البرد، فكأنما هو ارتباط الذنب بالإقامة عليه. وقيل: أصله الثبات على الشئ. وقال الحطيئة يصف الخيل: