ومغفرتي ورحمتي.
وهذا يدل على أن اسقاط العقاب تفضل من الله. (ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار) أي: من تحت أبنيتها وأشجارها (ثوابا) أي: جزاء لهم (من عند الله) على أعمالهم (والله عنده حسن الثواب) أي: عنده من حسن الجزاء على الأعمال، ما لا يبلغه وصف واصف، ولا يدركه نعت ناعت، مما لا رأت عين، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. وقيل: حسن الثواب في دوامه، وسلامته عن كل شوب من النقصان والتكدير.
(لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد [196] متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد [197] لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار [198]).
القراءة: قرأ يعقوب برواية رويس وزيد (لا يغرنك، ولا يحطمنكم، ولا يستخفنك، وأما نذهبن بك أو نرينك) خفيفة في الجميع. والباقون بالتشديد. وقرأ أبو جعفر: (لكن الذين اتقوا) بتشديد النون. والباقون: (لكن) بالتخفيف.
اللغة: الغرور: إيهام حال السرور فيما الأمر بخلافه في المعلوم، وليس كل إيهام غرورا، لأنه قد يتوهمه تخوفا، فيحذر منه. فلا يقال غره. والغرر: نظير الخطر. والفرق بينهما أن الغرر قبيح كله، لأنه ترك الجزم فيما يمكن أن يتوثق منه.
والخطر: قد يحسن على بعض الوجوه، لأنه من العظم من قولهم: رجل خطير أي: عظيم. والمتاع: النفع الذي يتعجل به اللذة إما بوجود اللذة، أو بما يكون به اللذة، نحو المال الجليل والملك والأولاد والإخوان، والمهاد الذي يسكن فيه الانسان ويفترشه. وواحد الأبرار: بر. تقول: بررت والدي فأنا بر، وأصله: برر، ولكن الراء أدغمت للتضعيف.
الاعراب: بني المضارع مع نون التأكيد، لأنه بمنزلة ضم اسم إلى اسم كخمسة عشر ونحوه. و (متاع): خبر مبتدأ محذوف وتقديره: تقلبهم متاع قليل.
حذف المبتدأ لدلالة ما تقدمه عليه. (وبئس المهاد): حذف المخصوص بالذم من الكلام، لدلالة ما تقدمه عليه، تقديره: بئس المهاد جهنم. و (نزلا): مصدر