عين ماله في دنياه، ولا على ثوابه في عقباه. والقول بالمعروف والعفو، طاعتان يستحق الثواب عليهما.
وقد روي عن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " أنه قال: (إذا سأل السائل، فلا تقطعوا عليه مسألته، حتى يفرغ منها، ثم ردوا عليه بوقار ولين، إما بذل يسير، أو رد جميل، فإنه قد يأتيكم من ليس بإنس ولا جان، ينظرون كيف صنيعكم فيما خولكم الله تعالى " (والله غني) عن صدقاتكم، وعن جميع طاعاتكم، لم يأمركم بها، ولا بشئ منها، لحاجة منه إليها، وإنما أمركم بها، ودعاكم إليها، لحاجتكم إلى ثوابها.
(حليم) لا يعاجلكم بالعقوبة. وقيل: لا يعجل بالعقوبة على من يمن ويؤذي بصدقته، ولو وفع هاهنا موقع حليم حميد أو عليم، لم يحسن.
(يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الأخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شئ مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين [264]).
اللغة: الرئاء والمرءآة: أصله من الرؤية، كأنه يفعل ليرى غيره ذلك. وجمع في رئاء الناس بين همزتين، ولا يجمع في ذوائب، وإن حال بينهما الألف في كلا الموضعين، لخفة الواحد، ولأنهما مفتوحتان في الواحد، فهو أخف لها.
والصفوان: واحدته صفوانة، مئل سعدان وسعدانة، ومرجان ومرجانة: وهي الحجر الأملس. والصفا: بمعنى الصفوان. وذكر الكسائي في جمع صفوان: صفي.
وأنكر ذلك المبرد، وقال: إنما هو جمع صفا، مثل عصي وعصا، وقفي وقفا.
والتراب والترب واحد. وترب الرجل: إذا لصق بالتراب من الفقر، ومنه قوله (مسكينا ذا متربة) لأنه قعد على التراب للفقر. وأترب الرجل: إذا صار ماله بعدد التراب. والترب: اللدة. وقيل فيه أقوال منها: إن الأتراب خرجوا إلى التراب في وقت من الزمان. ومنها: إنهم صبيان يلعبون في التراب. ومنها: إنهم في الاشتباه كالتراب. والترائب: عظام الصدر، لأنها متشابهة. والوابل: المطر الشديد الوقع.
وبلت السماء تبل وبلا. والوبيل: الشديد. والوبال: سوء العاقبة. وأصل الباب: