(فيها صر) قيل: برد شديد، عن ابن عباس والحسن وقتادة وجماعة.
وقيل: السموم الحارة القاتلة، عن ابن عباس أيضا. (أصابت حرث قوم) أي:
زرع قوم (ظلموا أنفسهم) بالمعاصي. فظلمهم اقتضى هلاك حرثهم عقوبة لهم.
وقيل: ظلموا أنفسهم بأن زرعوا في غير موضع الزراعة أو في غير وقتها فجاءت الريح (فأهلكته) تأديبا لهم من الله في وضع الشئ غير موضعه الذي هو حقه (وما ظلمهم الله) في اهلاك زرعهم، لأنهم استحقوا ذلك بظلمهم. وقيل: في قتلهم وسبيهم، لأنهم استحقوهما بكفرهم (ولكن أنفسهم يظلمون) حيث فعلوا ما استحقوا به ذلك.
(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت الغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات ان كنتم تعقلون 118).
اللغة: البطانة: خاصة الرجل الذين يستبطنون أمره، مأخوذة من بطانة الثوب:
الذي يلي البدن لقربه منه، وهي نقيض الظهارة. ويسمى بها الواحد والجمع، والمذكر والمؤنث، قال الشاعر:
أولئك خلصاني نعم، وبطانتي، وهم عيبتي من دون كل قريب لا يألونكم أي: لا يقصرون في أمركم خبالا، ولا يتركون جهدهم. يقال: ألا يألوا ألوا: إذا فتر وضعف وقصر. وما ألوته خيرا وشرا أي: ما قصرت في فعل ذلك.
وقال امرؤ القيس:
وما المرة ما دامت حشاشة نفسه بمدرك أطراف الخطوب، ولا ألي (1) أي: مقصر في الطلب. والخبال: الشر والفساد، ومنه الخبل بفتح الباء وسكونها: للجنون، لأنه فساد العقل. ورجل مخبل الرأي أي: فاسد الرأي، ومنه الاستخبال: طلب إعارة المال لفساد الزمان، قال زهير:
هنالك ان يستخبلوا المال يخبلوا، وان يسألوا يعطوا، وان ييسروا يغلوا