البلخي. وقوله: (ليبتليكم) معناه: ليختبركم أي: يعاملكم معاملة المختبر، مظاهرة في العدل، وذلك أنه تعالى إنما يجازي عباده على ما يفعلونه، دون ما قد علمه منهم.
(ولقد عفا عنكم) أي: صفح عنكم بعد أن خالفتم أمر الرسول. وقيل: عفا عنكم تتبعهم، بعد أن أمركم بالتتبع لهم، عن البلخي قال: لما بلغوا (حمراء الأسد)، عفا عنهم في ذلك. وقال أبو علي الجبائي: هو خاص بمن لم يعص الله بانصرافه. والأولى أن يكون عاما في الجميع فإنه لا يمتنع أن يكون الله تعالى قد عفا لهم عن المعصية.
(والله ذو فضل على المؤمنين) أي: ذو من ونعمة عليهم بنعم الدنيا والدين.
وقيل: بغفران ذنوبهم. وقيل: بأن لا يستأصلهم كما فعل بمن كان قبلهم. وروى الواحدي بإسناده عن سهل بن سعد الساعدي قال: جرح رسول الله يوم أحد، وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه، فكانت فاطمة بنته تغسل عنه الدم، وعلي بن أبي طالب " عليه السلام " يسكب عليها بالمجن. فلما رأت فاطمة ان الماء لا يزيد الدم إلا كثرة، أخذت قطعة حصير فأحرقته، حتى إذا صار رمادا، ألزمته الجرح، فاستمسك الدم.
(* إذ تصعدون ولا تلون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون [153] ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شئ قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شئ ما قتلنا ههنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلى الله ما في صدوركم وليمحص ما في