ومعلنين، فهما إسمان وضعا موضع المصدر. (عند ربهم): ظرف مكان. والعامل فيه ما يتعلق به اللام من (لهم).
النزول: قال ابن عباس: نزلت الآية في علي " عليه السلام "، كانت معه أربعة دراهم، فتصدق بواحد نهارا، وبواحد ليلا، وبواحد سرا، وبواحد علانية، وهو المروي عن أبي عبد الله " عليه السلام "، وأبي جعفر " عليه السلام ". وروي عن أبي ذر والأوزاعي انها نزلت في النفقة على الخير في سبيل الله. وقيل: هي عامة في كل من أنفق ماله في طاعة الله على هذه الصفة. وعلى هذا فإنا نقول الآية نزلت في علي " عليه السلام "، وحكمها سائر في كل من فعل مثل فعله، وله فضل السبق إلى ذلك.
المعنى: ثم بين سبحانه كيفية الانفاق وثوابه، فقال: (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) في هذه الحالات أي: ينفقون على الدوام، لأن هذه الأوقات معينة للصدقات، ولا وقت لها سواها (فلهم أجرهم عند ربهم) أتى بالفاء ليدل على أن الجزاء إنما هو من أجل الانفاق في طاعة الله، ولا يجوز أن يقال زيد فله درهم، لأنه ليس فيه معنى الجزاء (ولا خوف عليهم) من أهوال يوم القيامة وأفزاعها (ولا هم يحزنون) فيها وقيل: لا خوف من فوت الأجر ونقصانه عليهم، ولا هم يحزنون على ذلك.
(الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون [275]).
اللغة: أصل الربا: الزيادة من قولهم: ربا الشئ يربو: إذا زاد. والربا هو الزيادة على رأس المال. وأربى الرجل: إذا عامل في الربا. ومنه الحديث: " من أجبى (1) فقد أربى ". وأصل التخبط: الخبط وهو الضرب على غير استواء. خبطته أخبطه خبطا. والخبط: ضرب البعير الأرض بيده. والتخبط أيضا بمعناه. يقال:
تخبط البعير الأرض: إذا ضربها بقوائمه. وبقال للذي يتصرف في أمر ولا يهتدي