التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٣٦٧
نقل اجماع العصابة على تصحيح ما يصح عنه وأنه لا يرسل إلا عن ثقة مثل ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى لأن الظاهر أن ذلك أن صح فإنما هو في أحاديثهم دون حكاياتهم وسند الرواية أيضا مشتمل على قصور ومع ذلك فلا مجال لانكار الوقوع وإن كان مستبعدا في العادة لأنه ليس بممتنع من جهة الطبيعة وقد شوهد مثله في البقر والغنم غير مرة وشاهدناه في الحمار أيضا و الكلام في زيادة الأنملة والإصبع واليد والفرج والرأس يجري مجرى واحد فإن الجزء من المني الصالح لتخلق العضو إذا كان قوي المادة جدا بحسب الكم والكيف جميعا وعرض له قبل أن يقر في الرحم ما يوجب انقسامه وتفرق اتصاله ربما صار ذلك سببا لتعدد ذلك العضو وإن كان بعضها أندر من بعض لا سيما من الرأس إلى الحقو لاشتماله على الأعضاء الرئيسة الشخصية جميعا لا سيما مع بقائه حيا إلى أن يبلغ مبلغ الرجال أو النساء ودونه تعدد الفرج مع قوة الفعل والانفعال كما في الخبر الشريحي وقلما تقع هذه الغرايب إلا في عهود النبوة والإمامة ليتسائل الناس عن أمرهم ويتبين غزارة علوم الأنبياء والأئمة (ع) لا سيما أمير المؤمنين (ع) الذي هو باب مدينة العلم ويقوم بذلك الحجة بهم على الخلق فإنهم صلوات الله عليهم حجج الله في الأرض والعلم عند الله ثم عندهم هذا آخر ما أردنا ذكره في هذا الكتاب وأقصى ما قصدناه من رفع الحجاب عن وجوه مقاصده العجاب وكشف النقاب عن خدود أبكاره العرب الأتراب مع الاحتراز عن الايجاز المفضي إلى الألغاز واجتناب الاطناب المؤدي إلى الاسهاب قضاء لحق من إجابته من أبرك الغنايم واسعافه من أوجب الغرايم وهو المولى الذي سبق في أم الكتاب ذكره و شرح باسمه العلي صدره لا زال ضياءا للدين ومنارا للمهتدين موصوفا بالجميل في كل ناد مذكورا بالخبر عند العاكف والباد فإن نسمت عليه من حضرته قبول القبول فهو غاية المأمول ونهاية المسؤول وأنا أعتذر إلى الله وإليه من كل ما طغى به القلم أو زل فيه القدم أو قصر عنه الفهم أو سبق إليه الوهم أو تهافت فيه العبارة أو تخافت فيه الإشارة أو بحت بما لا يليق افشاؤه أو كتمت ما لا ينبغي اخفاؤه أو عدلت عن سنن السداد أو قصرت في نظر واجتهاد أو قبضت أو بسطت في غير محل أو غير ذلك من وجوه الخلل فإنه أدام الله ظلاله وأنعم باله مطلع على دخيلة أحوالي خبير بكثرة أشغالي وبلبالي وأرجو من مكارمه الزاهرة ومحاسنه الباهرة أن لا يقطع عني حبل إخائه ولا يحرمني في الحياة والممات من صالح دعائه وقد ألف الأصل في عام ألف وخمسين والشرح في عام ألف ومائة وثلاث وستين من الأعوام الهجرية المنسوبة إلى هجرة الرسول صلى الله عليه وآله من مكة إلى المدينة قبل وفاته صلوات الله عليه وآله بعشر سنين وهو التاريخ الذي ينسب إليه الوقايع الاسلامية بارشاد أمير المؤمنين عليه السلام وأصله مأخوذ من الوحي الإلهي كما ينبه عليه ما في سند صحيفة سيد الساجدين صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الأئمة الطاهرين وأنشد المصنف طاب ثراه في تاريخ ختم الكتاب وهو النخبة من بحر المتقارب الممدود لخمسين تمت سوى الألف عام فختمي لتاريخ ختمي تمام وذيله الشارح عفى الله عنه بقوله وفض خواتمها شرحها ووافق ذاك كمال الختام ولم يتأت شئ منها على الوجه ففاتها جميعا حسن الانسجام فرغ من تسويده مؤلفه الفقير الحقير المعترف على نفسه بالتفريط والتقصير عبد الله بن نور الدين بن نعمت الله بن عبد الله الموسوي الجزايري التستري غفر الله له ولوالديه وجعل له نورا يسعى في عرصات القيامة بين يديه أصيل يوم الأربعاء تاسع عشر شهر رجب المرجب من العام المذكور والحمد لله المنعم المشكور بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وبعد فقد وفق الله سبحانه وله الحمد والمنة لمباحثة هذا الكتاب من بدايته إلى نهايته ومعاودة النظر في أطراف معانيه من فاتحته إلى غايته مع جماعة من الفضلاء الكرام والعلماء الأعلام والأذكياء الناقرين عن الطارف والنليد المتنبهين لدقائق الاجتهاد والتقليد الجامعين للأصول والفروع الباحثين عن المعقول والمشروع عمدتهم المولى الأجل الأمين ضياء المسلمين برهان الدين أسوة المهتدين قدوة السالكين عصمة الناسكين سناد الأحرار حجة الأبرار الكامل الذي لا يوازن عيارا والفاضل الذي ما زيد اختبارا إلا زيدا اختيارا وهو الركن الشديد المستند إليه هذا الضعيف الممتثل أمره بهد التصنيف ضاعف الله خيراته وسعاداته ولا قطع عنا بركاته وإفاداته فلقد حشا مسامعي بالدرر الفريدة وأفاض علي من فوايده الجديدة ما يقصر عن شكره لساني ويحسر عن حقه بياني وأخذت عنه أكثر مما أخذ عني واستفدت منه أضعاف ما استفاد مني ونبهني على نكات فاتني لها الانتباه وأصلحت بتوفيقه كثيرا من مواقع الاشتباه فجزاه الله عني أفضل الجزاء وأوفاه وأجزل له أهنأ ثوابه وأرضاه وحيث إنه كان هو المقصود بهذا التحرير والخطاب فيه مقصورا على أمثاله من النحارير فلا ضير إن كانت بعض إشاراته خفية على بعض الناظرين ولا غرو إن قصر عن سبر أغواره أفهام القاصرين فإن لكل جواد مجالا وأن لكل مقام رجالا وليعلم أني لم آل جهدا في اقتفاء أخبار الصادقين عليهم السلام والتعبير عنها بألفاظها في خلال الكلام من غير تحريف ولا تغيير ولا تصرف بزيادة أو نقصان أو تقديم أو تأخير إلا في بعض المواضع النادرة لنكتة يراها الناظر ظاهرة فلا يعجل بالهذر قبل أن يشبع النظر ولا يبادر إلى الانكار ولما تمعن الأفكار على أني معترف بقصور الباع ممتحن بزمان أمسى فيه العلم أكسد المتاع مستول فيه الفتن الجايحة متوارد
(٣٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360