نقل اجماع العصابة على تصحيح ما يصح عنه وأنه لا يرسل إلا عن ثقة مثل ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى لأن الظاهر أن ذلك أن صح فإنما هو في أحاديثهم دون حكاياتهم وسند الرواية أيضا مشتمل على قصور ومع ذلك فلا مجال لانكار الوقوع وإن كان مستبعدا في العادة لأنه ليس بممتنع من جهة الطبيعة وقد شوهد مثله في البقر والغنم غير مرة وشاهدناه في الحمار أيضا و الكلام في زيادة الأنملة والإصبع واليد والفرج والرأس يجري مجرى واحد فإن الجزء من المني الصالح لتخلق العضو إذا كان قوي المادة جدا بحسب الكم والكيف جميعا وعرض له قبل أن يقر في الرحم ما يوجب انقسامه وتفرق اتصاله ربما صار ذلك سببا لتعدد ذلك العضو وإن كان بعضها أندر من بعض لا سيما من الرأس إلى الحقو لاشتماله على الأعضاء الرئيسة الشخصية جميعا لا سيما مع بقائه حيا إلى أن يبلغ مبلغ الرجال أو النساء ودونه تعدد الفرج مع قوة الفعل والانفعال كما في الخبر الشريحي وقلما تقع هذه الغرايب إلا في عهود النبوة والإمامة ليتسائل الناس عن أمرهم ويتبين غزارة علوم الأنبياء والأئمة (ع) لا سيما أمير المؤمنين (ع) الذي هو باب مدينة العلم ويقوم بذلك الحجة بهم على الخلق فإنهم صلوات الله عليهم حجج الله في الأرض والعلم عند الله ثم عندهم هذا آخر ما أردنا ذكره في هذا الكتاب وأقصى ما قصدناه من رفع الحجاب عن وجوه مقاصده العجاب وكشف النقاب عن خدود أبكاره العرب الأتراب مع الاحتراز عن الايجاز المفضي إلى الألغاز واجتناب الاطناب المؤدي إلى الاسهاب قضاء لحق من إجابته من أبرك الغنايم واسعافه من أوجب الغرايم وهو المولى الذي سبق في أم الكتاب ذكره و شرح باسمه العلي صدره لا زال ضياءا للدين ومنارا للمهتدين موصوفا بالجميل في كل ناد مذكورا بالخبر عند العاكف والباد فإن نسمت عليه من حضرته قبول القبول فهو غاية المأمول ونهاية المسؤول وأنا أعتذر إلى الله وإليه من كل ما طغى به القلم أو زل فيه القدم أو قصر عنه الفهم أو سبق إليه الوهم أو تهافت فيه العبارة أو تخافت فيه الإشارة أو بحت بما لا يليق افشاؤه أو كتمت ما لا ينبغي اخفاؤه أو عدلت عن سنن السداد أو قصرت في نظر واجتهاد أو قبضت أو بسطت في غير محل أو غير ذلك من وجوه الخلل فإنه أدام الله ظلاله وأنعم باله مطلع على دخيلة أحوالي خبير بكثرة أشغالي وبلبالي وأرجو من مكارمه الزاهرة ومحاسنه الباهرة أن لا يقطع عني حبل إخائه ولا يحرمني في الحياة والممات من صالح دعائه وقد ألف الأصل في عام ألف وخمسين والشرح في عام ألف ومائة وثلاث وستين من الأعوام الهجرية المنسوبة إلى هجرة الرسول صلى الله عليه وآله من مكة إلى المدينة قبل وفاته صلوات الله عليه وآله بعشر سنين وهو التاريخ الذي ينسب إليه الوقايع الاسلامية بارشاد أمير المؤمنين عليه السلام وأصله مأخوذ من الوحي الإلهي كما ينبه عليه ما في سند صحيفة سيد الساجدين صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الأئمة الطاهرين وأنشد المصنف طاب ثراه في تاريخ ختم الكتاب وهو النخبة من بحر المتقارب الممدود لخمسين تمت سوى الألف عام فختمي لتاريخ ختمي تمام وذيله الشارح عفى الله عنه بقوله وفض خواتمها شرحها ووافق ذاك كمال الختام ولم يتأت شئ منها على الوجه ففاتها جميعا حسن الانسجام فرغ من تسويده مؤلفه الفقير الحقير المعترف على نفسه بالتفريط والتقصير عبد الله بن نور الدين بن نعمت الله بن عبد الله الموسوي الجزايري التستري غفر الله له ولوالديه وجعل له نورا يسعى في عرصات القيامة بين يديه أصيل يوم الأربعاء تاسع عشر شهر رجب المرجب من العام المذكور والحمد لله المنعم المشكور بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وبعد فقد وفق الله سبحانه وله الحمد والمنة لمباحثة هذا الكتاب من بدايته إلى نهايته ومعاودة النظر في أطراف معانيه من فاتحته إلى غايته مع جماعة من الفضلاء الكرام والعلماء الأعلام والأذكياء الناقرين عن الطارف والنليد المتنبهين لدقائق الاجتهاد والتقليد الجامعين للأصول والفروع الباحثين عن المعقول والمشروع عمدتهم المولى الأجل الأمين ضياء المسلمين برهان الدين أسوة المهتدين قدوة السالكين عصمة الناسكين سناد الأحرار حجة الأبرار الكامل الذي لا يوازن عيارا والفاضل الذي ما زيد اختبارا إلا زيدا اختيارا وهو الركن الشديد المستند إليه هذا الضعيف الممتثل أمره بهد التصنيف ضاعف الله خيراته وسعاداته ولا قطع عنا بركاته وإفاداته فلقد حشا مسامعي بالدرر الفريدة وأفاض علي من فوايده الجديدة ما يقصر عن شكره لساني ويحسر عن حقه بياني وأخذت عنه أكثر مما أخذ عني واستفدت منه أضعاف ما استفاد مني ونبهني على نكات فاتني لها الانتباه وأصلحت بتوفيقه كثيرا من مواقع الاشتباه فجزاه الله عني أفضل الجزاء وأوفاه وأجزل له أهنأ ثوابه وأرضاه وحيث إنه كان هو المقصود بهذا التحرير والخطاب فيه مقصورا على أمثاله من النحارير فلا ضير إن كانت بعض إشاراته خفية على بعض الناظرين ولا غرو إن قصر عن سبر أغواره أفهام القاصرين فإن لكل جواد مجالا وأن لكل مقام رجالا وليعلم أني لم آل جهدا في اقتفاء أخبار الصادقين عليهم السلام والتعبير عنها بألفاظها في خلال الكلام من غير تحريف ولا تغيير ولا تصرف بزيادة أو نقصان أو تقديم أو تأخير إلا في بعض المواضع النادرة لنكتة يراها الناظر ظاهرة فلا يعجل بالهذر قبل أن يشبع النظر ولا يبادر إلى الانكار ولما تمعن الأفكار على أني معترف بقصور الباع ممتحن بزمان أمسى فيه العلم أكسد المتاع مستول فيه الفتن الجايحة متوارد
(٣٦٧)