التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٣١٨
وتضعف الأعصاب مثل ارتكاب المشاق البدنية واستعمال المحللات القوية فإن ذلك مما يستتبع كثرة النوم كما مر وثالثها أن يقيل فإن القيلولة بما فيها من الفوايد البدنية تشبع النفس عن النوم فيتسهل عليها القيام ليلا بنشاط وصدق رغبة وورد أنها تعيد الحافظة ورابعها أن لا يذنب فهو سبب الحرمان كما سلف في حديث من قال لأمير المؤمنين (ع) قد حرمت صلاة الليل فقال (ع) أنت رجل قد قيدتك ذنوبك وخامسها أن يفرغ قلبه عن هموم الدنيا حتى يتمكن فيه هم الدين والعبادة فإنهما متنافيان وكما أن المهتم بالدنيا يتحرى لها الفرص ويتنبه لأوقاتها بنفسه من غير حاجة إلى منبه له في ذلك كذلك المهتم بالقيام الصادق في نيته بل هو أولى لأن مقصوده أهم وأعظم وسادسها أن يلازم الخوف من الله (تع) بمذاكرة جلاله سبحانه فإن الخائف قليل النوم كثير التملل وسابعها أن يقصر الأمل في الدنيا ليستضيق وقت العبادة فيبادر إليها ويخلص من خطرات التسويف وثامنها أن يذكر ثواب القيام وما ورد في فضله وما وعد عليه من فوايد الدارين مما مضى ويأتي وغيرهما فإن ذلك مما يحرك إليها الشوق لمن كان صادقا في يقينه وايمانه ولكل منها مراتب متفاوتة بحسب قوة الداعي وضعفه والأصل في الجميع محبته (تع) واستحكام الايمان واستقراره في القلب ليكون متغذيا به روحه فيقل التفاته إلى تغذية البدن كما يشاهد ذلك في التعشقات الصورية إذا استحكمت في القلب كما مر وأن يذكر الله كلما استيقظ من نومه ويستاك فإن عاود النوم يستاك ثانيا ويقرء الخمس آيات التي كان يقرءها رسول الله صلى الله عليه وآله من سورة آل عمران إذا استيقظ ليلا وهي أن في خلق السماوات والأرض إلى لا تخلف الميعاد و أن يضع وصيته مكتوبة تحاميا عن هجوم الموت دونها فعن النبي صلى الله عليه وآله لا ينبغي لامرء مسلم أن يبيت ليلا إلا ووصيته تحت رأسه ويتوب عن الذنب لمثل ذلك وينوي الخير للمسلمين ليغفر له فورد أن من نام ناويا الخير للمسلمين غفر الله له ولا يبسط تحته الفراش النعيم لغلبة النوم حينئذ والأنس بالترفه بضم الفاء وسكون العين وكان رسول الله صلى الله عليه وآله ينام على الحصير ليس تحته شئ غيره وثني له ليلة عباءة فلما أصبح قال لقد منعني الليلة الفراش الصلاة فأمر أن يجعل بطاق واحد ورخص للرجل في الافتراش للنوم وغيره بالحرير والديباج والقيام عليهما في الصلاة لا السجود في صحيحة علي بن جعفر قال سألت أبا الحسن (ع) عن الفراش الحرير ومثله من الديباج والمصلى الحرير هل يصلح للرجل النوم عليه والتكاة والصلاة قال يفترش ويقوم عليه ولا يسجد عليه وورد أنه نظر أبو عبد الله (ع) إلى فراش في دار رجل فقال فراش للرجل وفراش لأهله وفراش لضيفه وفراش للشيطان وينبغي لمن يأتي فراشه أن ينفضه قبل الاتيان توقيا عن الأذى و في النبوي إذا آوى أحدكم إلى فراشه فليمسحه بطرف أزراره فإنه لا يدري ما حدث عليه ويضطجع على الشق الأيمن فورد أنه نوم المؤمنين دون الأيسر فإنه نوم المنافقين والوجه فإنه نوم الشياطين وأما القفاء فإنه نوم الأنبياء ويستقبل القبلة في مضجعه ووجهه وأخمصاه هما باطنا قدميه إليها أو يكون مستقبلا لها بطوله كله كالملحود في القبر ويقرء آية الكرسي فعن النبي صلى الله عليه وآله أن من قرأها وهو آخذ مضجعه آمنه الله على نفسه وجاره وجار جاره والأبيات حوله وآيتين من آمن الرسول إلى آخر سورة البقرة وورد أن من قراهما بعد العشاء الآخرة أجزأتاه عن قيام الليل وآيتين أو آية من آخر سورة الكهف فورد أن من قرأها عند منامه سطع له نور إلى المسجد الحرام حشو ذلك النور ملائكة يستغفرون له حتى يصبح وتسبيح الزهراء (ع) وهو الأصل في شرعيته إلا أن الروايات مختلفة في ترتيب التسبيح والتحميد وإن كان الواو لا تفيده والذكر المأثور وهو بسم الله اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك توكلت عليك رهبة منك ورغبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبرسولك الذي أرسلت وروي غير ذلك ويذكر بنومه الموت وبقيامه النشور فإنهما إخوان ومن ثم استحب للمستيقظ أن يقول الحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني وإليه النشور وينام على حبه (تع) وذكره كما يموت عليهما انشاء الله تعالى وورد اجعل كل نومك وآخر عهدك من الدنيا ويوكى السقاء أي يشد رأسه بالوكاء بكسر الواو وهو الخيط الذي يشد به فم القربة والكيس ونحوهما ويغطى الإناء لئلا يبزق فيه الشيطان ويأخذ منه ما يشاء وفي النبوي إن الشيطان لا يكشف غطاء ولا يحل وكاء ويطفئ السراج من الفويسقة لا تحرق البيت وعن النبي صلى الله عليه وآله لا تتركوا النار في البيت حين تنامون ويرخى الستر فإنه أستر وأصون ولا ينام في بيت وحده فإنه من موجبات اللعن وأجرا ما يكون الشيطان على الانسان إلا مع الاضطرار فيكثر ذكر الله (تع) في منامه ما استطاع ولا على سطح غير محجر للنهي عنه ومن فعل فأصابه شئ فلا يلومن إلا نفسه وفي رواية أخرى فقد برئت منه الذمة وفي أخرى سألته عن ثلاثة حيطان فقال لا إلا أربعة قلت كم طول الحايط قال أقصره ذراع وشبر وفي حديث آخر ذراعان وورد أن الرجل و المرأة في ذلك سواء ولا فيما لا باب له فعن أبي عبد الله (ع) أنه كره أن ينام في بيت ليس عليه باب ولا بين صلاة الليل والفجر فورد أن صاحبه لا يحمد على ما قدم من صلاته ولا بعد الصبح إلى طلوع الشمس فورد أنه مشوم يمنع الرزق ويصفر اللون ويغيره وهو نوم كل مشوم إن الله (تع) يقسم الأرزاق ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فمن نام فيما بينهما نام عن رزقه ولا بعد العصر وهو الساعة الثامنة من النهار إذا قسم اثنتي عشر ساعة معوجة وقيل العاشرة فورد أن النوم بعد العصر حمق وأنه يختلس به العقل وهو نوم الغفلة وفي حديث الأربعمائة ليس في البدن أقل شكرا من العين فلا تعطوها سؤلها فتشغلكم عن ذكر الله عز وجل وفي آخر إن كثرة النوم مذهبة للدين والدنيا وليكن النوم في مجموع الليل والنهار مقدار ثمان ساعات ثلث الليلة واليوم والنقيصة إجحاف بالبدن
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360