التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٣٢٠
والمشهور العدم والروايات متعارضة والمانعة محتملة للتقية وليرد بلفظ المبتدئ فورا ولا يحل التأخير إلى الفراغ من الجملة أو الآية فإن لم يفعل ففي صلاته أقوال أصحها الصحة وإن أثم ولو قام غيره بالواجب من الرد ففي جوازه له قولان والأحوط الترك واستوجه بعض المتحققين الجواز بقصد الدعاء إذا كان المسلم من أهله واعلم أن المشهور وجوب الاسماع ولو تقديرا مطلقا وما في صحيحة منصور بن حازم ترد عليه خفيا وموثقة عمار رد عليه فيما بينك وبين نفسك ولا ترفع صوتك فيحتمل التقية إذ المشهور بينهم عدم وجوب الرد مطلقا والصبي المميز يرد عليه كالبالغ والذمي لا يسلم عليه ابتداء وعن أبي عبد الله (ع) لا تسلموا على اليهود ولا على النصارى ولا على المجوس ولا على عابدي الوثن ولا على موائد شراب الخمر ولا على صاحب النرد والشطرنج ولا على المخنث ولا على الشاعر الذي يقذف المحصنات ولا على أكل الربا ولا على الفاسق المعلن بفسقه ولا على المصلي لعدم تمكنه من الرد ولا على الذي في الحمام وفي أخرى عنه (ع) أيضا وفي بيت الحمام وهما شاملتان لمن لا ميزر عليه وغيره كما أطلق في المفاتيح والمقيدون حاولوا به الجمع بين الروايات ولا يسلم على جمع النساء ولا الواحدة فعن أمير المؤمنين (ع) لا تبدأوا النساء بالسلام ولا تدعوهن إلى الطعام وعن أبي عبد الله (ع) لا تسلم على المرأة وظاهرهما كعبارة الأصل عموم الكراهة بالنسبة إلى جميع المحارم وجميع الأجنبيات وفيه أن التسليم على الأم والجدة وأمثالهما مما لا ريب في دخوله في البر والمعروف وحملهما على الزوجة والأجنبية غير بعيد وفي رواية أخرى كان رسول الله صلى الله عليه وآله يسلم على نساء ويردون عليه وكان أمير المؤمنين (ع) يسلم على النساء وكان يكره أن يسلم على الشابة منهن ويقول أتخوف أن يعجبني صوتها فيدخل علي أكثر مما طلبت من الأجر وللتفصيل بالريبة وعدمها وجه يومي إليه الرواية ومال إليه بعض المحققين وظاهر العلامة في التذكرة تحريم التسليم على الأجنبيات مطلقا حيث أطلق الحكم بعدم استحقاق الجواب وهو أحد الوجهين في المسألة والآخر ثبوته لعموم الآية ومنهم من أسقط الاسماع خاصة ويرد عليهن وجوبا لو سلمن حيث يجوز والمشهور التحريم في الأجنبية وفي وجوب الرد عليها الوجهان والعلامة على العدم أيضا ولا عند تلاوة القرآن والاشتغال بالدعاء والورد والأذان وقضاء الحاجة ونحوه فلا تكلم فيها وورد أنه سلم على رسول الله صلى الله عليه وآله رجل وهو يبول فلم يجب حتى فرغ ولا يرد السلام بالإشارة بالإصبع ولا الكف مكتفيا بذلك فهو عادة الكفار اليهود والنصارى كما ذكر ولا يخص المعارف بابتداء السلام دون الخملة فهو من البخل ومناف للافشاء المحبوب المأمور به و ورد أنه من أشراط الساعة وليساو بينهم فعن الرضا (ع) من لقي فقيرا مسلما فسلم عليه خلاف سلامه على الغني لقي الله عز وجل يوم القيامة وهو عليه غضبان ولا يبدء بعليك السلام بتقديم الطرف فورد أنه قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله فقال إن عليك السلام تحية الميت قاله ثلاثا ثم قال إذا لقي أحدكم أخاه فليقل السلام عليكم ورحمة الله وأما سائر التحيات مثل صباح الخير وأهلا وسهلا ونحوهما ففي وجوب ردها اشكال ويقوى إذا اتفقت في أثناء الصلاة وكذا ما يعتاد من التحية عند التوديع تسليما أو غيره سيما إذا وقعت بغير العربية والتحيات الملحونة مثل سام إليك ونحوه أشد اشكالا وربما يستوجه الرد في الجميع بقصد الدعاء إذا كان من أهله كما سبق ومن رد في غير الصلاة وأعاد صلاته في هذه الفروض سواء رد أم لا وفي بعض ما تقدم فقد أخذ باليقين ويصافح بالصاق الكف واقبال الوجه على الوجه لا سيما الكبراء في الدين كالمشايخ والأئمة فهو من السنة وعن أبي عبد الله (ع) إن من تمام التحية للمقيم المصافحة وتمام التسليم على المسافر المعانقة وفي النبوي إذا التقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح وإذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار وورد في روايات أهل البيت (ع) إن فيها قسمة مائة مغفرة أو رحمة بين المتصافحين تسعة وتسعون لأشدهما حبا لصاحبه وفي رواية أخرى سبعون تسع وستون لأحسنهما بشرا وفي حسنة أبي عبيدة وغيرها إن الله يقبل عليهما بوجهه وأن الذنوب تتساقط عنهما كما تتساقط الورق عن الشجر ويجعل الأصابع في خلال الأصابع وهو التشبيك وأن لا يدع حتى يدع صاحبه فهو من السنة فورد أنه ما صافح رسول الله صلى الله عليه وآله رجلا قط فنزع يده حتى يكون هو الذي ينزع يده منه ولتكن اليدان بارزتين عند المصافحة والتشبيك لا من وراء الثوب فهو جفاء لايذانه بالتجنب وهو من عادة الكفار ولا ينبغي التشبه بهم ويعانق القادم من السفر بأن يجعل يده في عنقه ويضمه إلى نفسه فإنه من تمام التسليم عليه كما ذكر وورد أن المؤمنين إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة ويأخذ ركاب العلماء للتوقير كما يحكى عن فعل السلف ويوسع المجلس للداخل وهو من الاحسان ولا سيما لمن دعاه ويكرم الداخل عليه كما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وآله فيبسط له الثوب يجلسه عليه ويؤثره بالوسادة التي تحته فإن أبى أن يقبلها جزم عليه حتى يفعل ويخفف الصلاة إذا جلس عليه أحد ويقبل عليه ويقول لك حاجة ويشتغل به ثم يعاود فيها إذا فرغ ويوقر الكبراء كالعلماء والصلحاء والشرفاء والشيوخ بأن يتأدب معهم بالكلام ولا يسميهم بأسمائهم في محاضرهم بل بكناهم ويقدمهم في المشي والكلام والجلوس والطعام والشراب ونحو ذلك فورد عن أبي عبد الله (ع) عظموا كبرائكم وعنه (ع) ليس منا من لم يوقر كبيرنا ولم يرحم صغيرنا وعنه (ع) إن من اجلال الله عز وجل اجلال الشيخ الكبير وأوعد في التقدم على الكبير في المشي بنقص العمر و بالفقر في خصال أخر ويراعي قلب الصغار بالتصابي معهم أحيانا والوفاء لهم إذا وعدهم شيئا فإنهم لا يرون إلا إنكم ترزقونهم ويتكفل اليتيم كما يتكفل ولده فورد عن النبي صلى الله عليه وآله أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وهو يشير بإصبعيه أي المسبحة والوسطى ويظهر البشاشة في الوجه عند لقاء الإخوان ويكتم المساءة في القلب فورد في النبوي أن الله يحب السهل المطلق وفيه الق أخاك بوجه منبسط ويستحب عينا كما هو الظاهر أو كفاية كما في المفاتيح أن يسمت العاطس وهو من باب التفعيل بالمهملة والمعجمة معا أن يدعو
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360