التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٢٩٧
يفرح به المولود له وإن كان الولد محزنة فورد في فضله أنه نور في الدنيا سرور في الآخرة وقد سبق أنه من أعظم الفوايد وأن لا يغتم بالأنثى لأن الصلاح مستور فلعلها تكون أنفع لوالديها من الذكر وعن أبي عبد الله (ع) فيمن قال له خانتني زوجتي فولدت جارية لعلك كرهتها إن الله (تع) يقول آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا وعنه (ع) فيمن رآه متسخطا بتولد البنت أرأيت لو أن الله أوحى إليك أن اختار لك أو تختار لنفسك ما كنت تقول قال كنت أقول يا رب تختار لي قال فإن الله قد اختار لك ثم قال إن الغلام الذي قتله العالم مع موسى أبدلهما الله به جارية ولدت سبعين نبيا بل ينبغي أن يزداد فرحا بالبنات لأهل الجاهلية إذا كانوا يؤدونهن وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ولا سيما إذا كانت بكرا فورد في الحديث أن من بركة المرأة تبكيرها بالبنات يعني أن تلد أول ما تلد بنتا والبكر أول الولد وفي حديث آخر هذه البنات من ابتلى بهن فأحسن إليهن كن له سترا من النار والستر بالكسر ما يستتر به أي حاجزا بينه وبينها إما بشفاعتهن أو تكفير السيئات بسبب الابتلاء بهن والاحسان إليهن وفي حديث آخر من عال ثلاث بنات أو ثلاث أخوات وجبت له الجنة قيل يا رسول الله واثنتين قال واثنتين قيل واحدة قال وواحدة وفي عدة روايات عن أبي عبد الله (ع) البنات حسنات والبنون نعمة والحسنات يثاب عليها والنعم يسأل عنها ويحنك بالتمر بأن يمضغ ويجعل في فيه موصلا بالسبابة إلى حنكه وهو أعلى داخل الفم حتى يتحلل في حلقه أو ماء الفرات وهو النهر الذي حفره هوشنج بالعراق أو ماء المطر والمروي في هذا الباب عن أمير المؤمنين (ع) حنكوا أولادكم بالتمر فكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وآله بالحسنين وعن أبي جعفر (ع) يحنك المولود بماء الفرات وفي رواية أخرى حنكوا أولادكم بماء الفرات وتربة قبر الحسين (ع) فإن لم يكن فبماء السماء وينكشف منها أن الترديد في كلام المصنف ليس على وجهه وكذا تبديل ماء السماء بماء المطر وما ذكره بعضهم من الاجتزاء بماء فرات أي عذب ولو بخلطه بالتمر أو العسل ليعذب إن لم يكن عذبا كذلك ويؤذن في إذنه اليمنى بأذان الصلاة و يقيم في إذنه اليسرى فإنها عصمة من الشيطان الرجيم كما ورد وفي أخرى خذ عدسة جلوشير فدفه أي أخلطه بماء ثم قطر في أنفه في المنخر الأيمن قطرتين وفي الأيسر قطرة واحدة وأذن في أذنه اليمنى وأقم في اليسرى تفعل به كذلك قبل قطع سرته ليرفع عنه أم الصبيان والفزع وأم الصبيان علة تعتريهم أو الشيطان الذي يصيبهم وفي رواية الكناسي يقيم الصلاة في أذنه اليمنى فلا يصيبه لمم ولا تابعة أبدا واللمم محركة الجنون والتابعة الجنية التي مع الانسان تتبعه حيث ذهب كذا في الوافي ويقطع سرته بقاطع دون أن يشدها بخيط لتسقط فإنه لا يخلو عن غائلة ويميط عنه الأذى حين تولده بالغسل بفتح الفاء أو ضمها كما سلف في الطهارة ولا يسأم ببكائه وإن أسهر فإنه ذكر أربعة أشهر شهادة أن لا إله إلا الله وأربعة أشهر الصلاة على النبي وآله وأربعة أشهر الدعاء لوالديه وفي حديث آخر بكاؤه لا إله إلا الله إلى أن يأتي عليه سبع سنين فإذا جاز السبع فاستغفار لوالديه ويختن بقطع غلفته ذكرا كان أو أنثى في يومه السابع وإن أخر فلا بأس وفي رواية لا تخفض الجارية حتى تبلغ سبع سنين ولا يترك فهو واجب للذكر باجماع العلماء فإن لم يختن إلى أن بلغ ختن نفسه وقد تقدم أنه شرط لصحة الإمامة وهو مكرمة للأنثى ينضر وجهها ويفتر شهوتها ويلذ الوقاع ويحبب إلى الزوج إذا لم يجحف فيه ويسمى فيه أن لم يسم قبله فهو آخر أوقات التسمية لا أفضلها كما في المفاتيح كما يأتي ويكنى بأبي فلان أو أم فلان مخافة التبز أن يلحق به كما ورد أما استحباب كونه يوم التسمية فغير معلوم وورد تكنيته نفسه كبيرا إن لم يكن في صغره وليكن باسم ابنه إن كان له ابن وأما التلقيب فلا يظهر استحبابه من الروايات بل ورد عن أبي عبد الله (ع) لا خير في اللقب إن الله يقول ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ويحسن الاسم فهو أول ما يبر به الرجل ولده وهو من حق الولد على والده وأنه يدعى به يوم القيامة قم يا فلان بن فلان والتعبيد أصدق وأسماء الأنبياء أفضل فعن أبي جعفر (ع) أصدق الأسماء ما سمي بالعبودية وأفضلها أسماء الأنبياء وعن النبي صلى الله عليه وآله ما من أهل بيت فيهم اسم نبي إلا بعث الله إليهم ملكا يقدسهم بالغداة والعشي والأولى محمد أو أحمد أو على أو الحسن أو الحسين أو جعفر أو طالب أو عبد الله أو فاطمة من النساء فورد عن أبي الحسن (ع) لا يدخل الفقر بيتا فيه أحد هذه الأسماء أو حمزة فورد عن أبي عبد الله (ع) أنه أحب الأسماء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أو عبد الرحمن أو حارثة أو همام فورد عن النبي صلى الله عليه وآله أنها من خير الأسماء والأحب أن يسمى المولود أولا بمحمد فإذا جاء يومه السابع فإن شاء غير وإن شاء ترك تأسيا بأهل البيت (ع) فعن أبي عبد الله (ع) لا يولد لنا ولد إلا سميناه محمدا فإذا مضى سبعة أيام فإن شئنا غيرنا وإلا تركنا ويكره تسمية الحكم والحكيم وخالد ومالك فورد عنه (ع) أنها من الستة أو السبعة التي لا يجوز أن يسمى بها وحارث فورد عن أبي جعفر (ع) أنه من أبغض الأسماء إلى الله ويس فورد عن أحدهما (ع) انكار الأذن فيه وهو اسم النبي صلى الله عليه وآله وضرار ومرة وحرب وظالم فورد عن النبي صلى الله عليه وآله أنها شر الأسماء والتكنية والتكني بأبي الحكم وأبي مالك وبأبي عيسى مطلقا وبأبي القاسم إذا كان الاسم محمدا فورد أن النبي صلى الله عليه وآله نهى عن ذلك ويسمى السقط كما سمى رسول الله صلى الله عليه وآله محسنا فإن جهل صفته من الذكورة والأنوثة فبما يصلح لهما من الأسماء فورد في حديث أمير المؤمنين (ع) سموا أولادكم قبل أن يولدوا فإن لم تدروا ذكر أم أنثى فسموهم بالأسماء التي تكون للذكر والأنثى فإن أسقاطكم إذا لقوكم يوم القيامة ولم تسموهم يقول السقط لأبيه إلا سميتني وفي النبوي مثله وزاد قالوا يا رسول الله هذا من عرفناه أنه ذكر
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360