المصنف - ابن أبي شيبة الكوفي - ج ٧ - الصفحة ٢٥٣
أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتها الخبر فقالت: يا ابن أم! انطلق! فبايع واحقن دمك ودما قومك، فإني قد أمرت ابن أخي يذهب فيبايع.
(30) حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان قال: كتب رجل من أهل العراق إلى ابن الزبير حين بويع: سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإن لأهل طاعة الله ولأهل الخير علامة يعرفون بها ويعرف فيهم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعمل بطاعة الله واعلم أنما مثل الامام مثل السوق يأتيه ما زكا فيه، فإن كان برا جاءه أهل البر ببرهم، وإن كان فاجرا جاءه أهل الفجور بفجورهم.
(31) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب قال:
كنت عند عبد الله بن الزبير فقيل له: إن المختار يزعم أنه يوحى إليه، فقال: صدق: ثم تلى {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم}.

(1 / 30) أي يأتيه ويناصره من يماثله في أمره. فإن كان من أهل الخير جاءه الأخيار وإن كان من أهل الشر جاءه الأشرار فلينظر كل امرئ من عنده ومن يتقرب إليه من الناس ليعرف نفسه.
(1 / 31) هو المختار بن أبي عبية الثقفي وقد قال لابن الزبير: إني لأعرف قوما لو أن لهم رجلا له رفق وعلم بما يأتي لا ستخرج لك منهم جندا تغلب أهل الشام فقال من هم؟ قال شيعة بني هاشم بالكوفة قال كن أنت ذلك الرجل فبعثه إلى الكوفة فنزل ناحية منها وجعل يظهر البكاء على الطالبيين وشيعتهم، ويظهر الحنين والجزع لهم ويحث على أخذ الثأر لهم فمالوا إليه فسار إلى قصر الامارة وأخرج ابن مطيع منه وغلب على الكوفة وكتب إلى ابن الزبير يعلمه أنه اخرج ابن مطيع عن الكوفة لعجزه وساوم ابن الزبير على أن يحسب له ما أنفقه على داره وبستانه من بيت المال فأبي ابن الزبير ذلك فخلع المختار طاعته، وكتب المختار كتابا إلى علي بن الحسين السجاد يريده على أن يبايع له ويقول بإمامته ويظهر دعوته فأبى على ذلك ولم يجبه على كتابه وسبه على رؤوس الملاء في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وأظهر كذبه وفجوره ثم كتب إلى محمد بن الحنفية بن أبي طالب مثل ذلك فاستشار علي بن الحسين وابن عباس فنصحه الأول أن يفعل فعله ونصحه الثاني بعدم الرد عليه وتجاهله ففعل كما قال.
واشتد أمر المختار بالكوفة وكثر رجاله ومال الناس إليه، فمنهم من يخاطبه بإمامة محمد بن الحنفية ومنهم من يدعي له أن الملك يأتيه بالوحي ويخبره بالغيب وتتبع قتلة الحسين فقتلهم، وقد سمى اتباعه بالكيسانية لان اسمه كيسان والمختار لقب جعله لنفسه، وفي سنة سبع وستين سار مصعب بن الزبير من البصرة ونزل حروراء وكانت له مع المختار حروب انهزم المختار على أثرها حتى حاصره مصعب في قصره في الكوفة وكان يخرج منه كل يوم للقتال حتى قتله رجل من بني حنيفة يقال له عبد الرحمن بن أسد. (راجع مروج الذهب للمسعودي ص 73 - 100 ج‍ 3 - طبعة دار الأندلس - بيروت). {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم} سورة الشعراء الآيتان (221 - 222).
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»
الفهرست