(21) حدثنا عبد الله بن نمير عن مجالد عن الشعبي قال: قال زياد: ما غلبني أمير المؤمنين بشئ من السياسة إلا بباب واحد، استعملت فلانا فكثر خراجه فخشي أن أعاقبه، ففر [] أمير المؤمنين فكتب إليه أن هذا أدب سوء قبلي، فكتب إلي أنه ليس ينبغي لي ولا لك أن نسوس الناس سياسة واحدة، أن نلين جميعا فتمرح الناس في المعصية، ولا أن نشد جميعا فنحمل الناس على المهالك، ولكن تكون للشدة والفظاظة، وأكون للين والرأفة والرحمة.
(22) حدثنا أبو أسامة قال أخبرنا مجالد قال أخبرنا عامر قال، سمعت معاوية يقول: ما تفرقت أمة قط إلا أظهر الله أهل الباطل على أهل الحق إلا هذه الأمة.
(23) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن سويد قال:
صلى بنا معاوية الجمعة بالنخيلة في الضحى ثم خطبنا فقال: ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا، وقد أعرف أنكم تفعلون ذلك، ولكن إنما قاتلتكم لا تأمر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون.
(24) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن حبيب عن هذيل بن شر حبيل قال:
خطبهم معاوية فقال: أيها الناس! إنكم قيما بايعتموني طائعين، ولو بايعتم عبدا حبشيا مجدعا لجئت حتى أبايعه معكم، قال: فلما نزل عن المنبر قال له عمرو بن العاص: تدري أي شئ جئت به اليوم؟ زعمت أن الناس بايعوك طائعين، ولو بايعوا عبدا حبشيا مجدعا لجئت حتى تبايعه معهم، قال: فقام معاوية إلى المنبر فقال: أيها الناس، وهل كان أحد أحق بهذا الامر مني.
(25) حدثنا عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قال معاوية: لا حلم إلا التجارب.