(3) ما ذكر في لوط عليه السلام (1) حدثنا جرير عن ليث عن مجاهد {فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} قال: لوط عليه السلام وابنتاه.
(2) حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال: قال جندب قال حذيفة: لما أرسلت الرسل إلى قوم لوط ليهلكوهم قيل لهم: لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط ثلاث مرار، قال: وكان طريقهم على إبراهيم عليه السلام، قال: فأتوا إبراهيم، قال:
فلما بشروه بما بشروه قال: {فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط} قال: وكان مجادلته إياهم أنه قال: أرأيتهم إن كان فيها خمسون من المسلمين أتهلكوهم؟ قالوا: لا، قال: أفرأيتم إن كان فيها أربعون؟ قال: قالوا: لا، حتى انتهى إلى عشرة أو خمسة حميد شك في ذلك - قال: فأتوا لوطا وهو يعمل في أرض له، قال:
فحسبهم بشرا، قال: فأقبل بهم خفيا حتى أمسى إلى أهله، قال: فمشوا معه فالتفت إليهم، قال: وما تدرون ما يصنع هؤلاء، قالوا: وما يصنعون؟ فقال: ما من الناس أحد هو أشر منهم، قال: فلبسوا آذانهم على ما قال ومشوا معه، قال: ثم قال مثل هذا فأعاد عليهم مثل هذا ثلاث مرار، قال: فانتهى بهم إلى أهله، قال: فانطلقت امرأته العجوز عجوز السوء إلى قومه فقالت: لقد تضيف لوط الليلة رجالا ما رأيت رجالا قط أحسن منهم وجوها ولا أطيب ريحا منهم، قال: " فأقبلوا يهرعون إليه فدافعوه الباب حتى كادوا يغلبونه عليه، قال: فأهوى ملك منهم بجناحه، قال: فصفقه دونهم، قال: وعلا لوط الباب وعلوا معه، قال: فجعل يخاطبهم: {هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي، أليس منكم رجل رشيد} قال: فقالوا: {لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد} قال: فقال: {لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد} قال: {قالوا: يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك} قال: فذاك حين علم أنهم رسل الله، ثم قرأ إلى قوله {أليس الصبح بقريب} قال: وقال ملك فأهوى بجناحه هكذا - يعني شبه الضرب، فما غشيه أحد منهم تلك الليلة إلا عمي، قال: فباتوا