لدواوين، استشار الناس فقال: بمن أبدأ؟ قال:: ابدا بنفسك؟ قال: لا، ولكني أبدأ بالأقرب فالأقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبدأ بهم.
(5) حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي قال ثنا حبان عن مجاهد عن الشعبي أن عمر أتي من جلولاء بسبعة آلاف ألف ففرض العطاء فاستشار في ذلك فقال عبد الرحمن بن عوف: ابدأ بنفسك، فأنت أحق بذلك، قال لا، بل أبدأ بالأقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا حتى ينتهي ذلك إلي، قال: فبدأ ففرض لعلي في خمسة آلاف ثم لبني هاشم ممن شهد بدرا لمواليهم ثم لحلفائهم ثم الأقرب فالأقرب حتى [ينتهي ذلك إلي].
(59) ما قالوا في عدل الوالي وقسمه قليلا كان أو كثيرا (1) حدثنا محمد بن فضيل عن هارون بن عنترة عن أبيه قال: كان أبي صديقا لقنبر، قال: انطلقت مع قنبر إلى علي فقال: يا أمير المؤمنين! قم معي، قد خبأت لك خبيئة، فانطلق معه إلى بيته، فإذا أنا بسلة مملوءة جامات من ذهب وفضة، فقال: يا أمير المؤمنين! إنك لا تترك إلا شيئا قسمته أو أنفقته، فسل سيفه فقال: ويلك، لقد أحببت أن تدخل بيتي نارا كبيرة ثم استعرضها بسيفه فضربها فانتثرت بين إناء مقطوع نصفه وثلثه، قال: علي بالعرفاء فجاؤوا فقال: اقسموا هذه بالحصص، قال ففعلوا وهو يقول:
يا صفراء يا بيضاء [غوي] غيري، قال: وجعل يقول:
هذا جناي وخياره فيه * * إذ كل جان يده إلى فيه قال: في بيت المال مسال وإبر، وكان يأخذ من كل قوم خراجهم من عمل أيديهم، قال: وقال للعرفاء: اقسموا هذا، قالوا: لا حاجة لنا فيه، قال: والذي نفسي بيده!
لنقسمنه خيره مع شره.