المصنف - ابن أبي شيبة الكوفي - ج ٧ - الصفحة ٤٥١
بشر ليلة عميانا ينتظرون العذاب، قال: وسار بأهله حتى قال: استأذن جبريل في هلكتهم فأذن له فاحتمل الأرض التي كانوا عليها: قال: فأهوى بها حتى سمع أهل سماء الدنيا صغاء كلابهم، قال: ثم قلبها بهم، قال: فسمعت امرأته - يعني لوط عليه السلام - الوجبة وهي معه فالتفتت فأصابها العذاب، قال: وتتبعت سفارهم بالحجارة.
(4) ما ذكر في موسى عليه السلام من الفضل (1) حدثنا أبو خالد عن أشعث عن عكرمة عن ابن عباس قال: خرج موسى عليه لسلام ينادي: لبيك، وجبال الروحاء تجيبه.
(2) حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا وهيب عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد أن رجلا من الأنصار سمع رجلا من اليهود وهو في السوق وهو يقول: والذي اصطفى موسى عليه السلام على البشر، فضرب وجهه، أي خبيث! أعلى أبي القاسم، فانطلق اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلام فقال: يا أبا القاسم! ضرب وجهي فلان، فأرسل إليه فدعاه فقال: " لم ضربت وجهه؟ " فقال: إني مررت به في السوق فسمعته يقول: والذي اصطفى موسى على البشر، فأخذتني غضبة فضربت وجهه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تخيروا بين الأنبياء، فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأرفع رأسي فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أصعق ممن صعق فأفاق قبلي أو حوسب بصعقته الأولى، أو قال: كفته صعقته الأولى ".
(3) حدثنا يعلى بن عبيد قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عامر عن عبد الله بن الحارث عن كعب قال: إن الله قسم كلامه ورؤيته بين موسى ومحمد صلى الله عليه وسلم، فكلمه موسى مرتين ورآه محمد مرتين.
(4) حدثنا ابن علية عن الجريري عن أبي السليل عن قيس بن عباد، وكان من أكثر الناس أو من أحدث الناس عن بني إسرائيل قال: فحدثنا أن الشرذمة الذين سماهم فرعون من بني إسرائيل كانوا ستمائة ألف، وكان مقدمة فرعون سبعمائة ألف كل رجل منهم على

(4 / 3) وهذا من كلام كعب الأحبار.
(4 / 4) وقوله كانوا ستمائة ألف فهو من الإسرائيليات، وقد جاء ذلك في سفر العدد، وهذا رقم مبالغ فيه كثيرا. لقد قدم يعقوب عليه السلام إلى مصر مع أولاده وأحفاده وجميعهم سبعون نفسا وما بين يعقوب إلى موسى أربعة أجيال لان موسى على ما جاء في التوراة نفسها التي قالت بهذا الرقم الغريب هو موسى بن عمران (عمرام) بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب ومجموع السنوات التي قضاها نسل يعقوب من لدن دخوله إلى مصر حتى خروجهم إلى التيه مائتين وعشرين سنة فهل يتكاثر سبعون شخصا خلال هذه المدة إلى هذا العدد؟ فإذا أضفنا إلى ذلك ما فعله فرعون من ذبح الصبيان عاما وتركهم عاما كانت الاستحالة أكبر فكيف إذا كان الادعاء أن هذا عدد الرجال عدا الأولاد!!!! أما قوله أن مقدمة فرعون سبعمائة ألف فهو أيضا من الأمور التي لا تعقل إذ أن حشد مثل هذا الجيش في ذلك العهد كان يحتاج إلى زمن طويل جدا يمتد إلى الشهود العديدة ولا يعقل وجود مثل هذا الجيش اللجب جاهزا للتحرك طيلة الوقت.
وإذا كانت المقدمة سبعمائة ألف فكم كان القلب والجناحان والساقة؟ والتوراة نفسها التي ذكرت هذا العدد المبالغ فيه لليهود ذكرت أن فرعون قد خرج بستمائة مركبة منتخبة إضافة إلى مركبية الجيش، فإذا كانت المقدمة ستمائة مركبة وعدد جنود المركبة الواحدة ثلاثة جنود لأنها بالكاد تتسع لهم، ومراكب الفراعنة موجودة في المتاحف الآن، يقودها رجل ويقاتل فوقها رجل أو رجلان أي كانت المقدمة ألف وثمانمائة رجل فبقية الجيش إذن لا تتجاوز الألوف القليلة الأخرى. (سفر الخروج).
(٤٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 ... » »»
الفهرست