(26) حدثنا زيد بن الحباب عن حسين بن واقد قال: حدثني عبد الله بن بريدة أن حسن بن علي دخل على معاوية فقال: لأجيزنك بجائزة لم أجز بها أحدا قبلك ولا أجيز بها أحدا بعدك من العرب، فأجازه بأربعمائة ألف فقبلها.
(27) حدثنا زيد بن الحباب عن حسين بن واقد قال حدثنا عبد الله بن بريدة قال:
قال: دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلس أبي على السرير وأتى بالطعام فأطعمنا، وأتى بشراب فشرب، فقال معاوية، ما شئ كنت أستلذه وأنا شاب فأخذه اليوم إلا اللبن، فإني آخذه كما كنت آخذه قبل اليوم، والحديث الحسن.
(28) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا أبو محكم الهمداني عن عامر قال: أتى رجل معاوية فقال: يا أمير المؤمنين! عدتك التي وعدتني؟ قال: وما وعدتك؟ قال: أن تزيدني مائة في عطائي، قال: ما فعلت؟ قال: بلى، قال: من يعلم ذلك؟ قال الأسود أو ابن الأسود، قال: ما يقول هذا يا ابن الأسود؟ قال: نعم قد زدته، فأمر له بها، ثم إن معاوية ضرب بيديه إحداهما على الأخرى فقال: ما بي مائة زدتها رجلا ولكن بي غفلتي أن أزيد رجلا من المهاجرين مائة ثم أنساها، فقال له ابن الأسود: يا أمير المؤمنين، فهو أمر عليها، قال: نعم، قال: فوالله ما زدته شيئا ولكنه لا يدعوني رجل إلى خير يصيبه من ذي سلطان إلا شهدت له به، ولا شر أصرفه عنه من ذي سلطان إلا شهدت له به.
(29) حدثنا أبو أسامة قال حدثني الوليد بن كثير عن وهب بن كيسان قال:
سمعت جابر بن عبد الله يقول: لما كان عام الجماعة بعث معاوية إلى المدينة بسر بن أرطاة ليبايع أهلها على راياتهم وقبائلهم، فلما كان يوم جاءته الأنصار جاءته بنو سليم فقال:
أفيهم جابر؟ قالوا: لا، قال: فليرجعوا فإني لست مبايعهم حتى يحضر جابر، قال: فأتاني فقال: ناشدتك الله إلا ما انطلقت معنا فبايعت فحقنت دمك ودماء قومك، فإنك إن لم تفعل قتلت مقاتلتنا وسببت ذرارينا، قال: فأستنظرهم إلى الليل، فلما أمسيت دخلت على