مكاتيب الرسول - الأحمدي الميانجي - ج ٣ - الصفحة ٧٠٧
فقال عمر: لقد كان من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أمره ذرو من القول لا يثبت حجة ولا يقطع عذرا، ولقد كان يزيغ في أمره (1) وقتا ما، ولقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعت من ذلك إشفاقا وحيطة على الاسلام لا ورب هذه البنية لا تجتمع عليه قريش أبدا " (2).
روى ابن عباس قال: " خرجت مع عمر إلى الشام... فقال لي: يا ابن عباس أشكو إليك ابن عمك سألته أن يخرج معي فلم يفعل ولا أزال أراه واجدا، فما تظن موجدته؟ قلت: يا أمير المؤمنين إنك لتعلم، قال: أظنه لا يزال كئيبا لفوت الخلافة، قلت: هو ذلك إنه يزعم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أراد الأمر له، فقال: يا ابن عباس وأراد رسول الله الأمر فكان ماذا إذا لم يرد الله تعالى ذلك، إن رسول الله أراد أمرا، وأراد الله غيره، فنفذ أمر الله، ولم ينفذ مراد رسوله، أو كلما أراد رسول الله كان... " (3).
يعترف عمر بأن النبي (صلى الله عليه وآله) أراد الأمر له، وقال " لقد كان من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أمره ذرو من القول " وأنه منعه من ذلك إشفاقا للأمة وحيطة على الاسلام، وكان

(١) الزيغ: الميل " لا تزغ قلبي " أي: لا تمله عن الايمان يقال: زاغ عن الطريق يزيغ إذا عدل عنه قال المجلسي رحمه الله تعالى (٣٠: ٥٥٦) الزيغ بالزاء والياء المثناة من تحت والغين المعجمة: الجور والميل عن الحق والضمير في أمره راجع إلى علي (عليه السلام) أي كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخرج عن الحق في أمر علي (عليه السلام) لحبه إياه أو إليه (صلى الله عليه وآله)، والمراد الاعتذار عن صرفه عما أراد بأنه كان يقع في الباطل أحيانا.
(٢) البحار ٨: ٢٦٦ ط حجري وابن أبي الحديد ١٢: ٢١ عن تأريخ بغداد لأحمد بن أبي طاهر وغاية المراد المقصد الثاني: ٥٩٥ وهامش نهج الحق: ٢٧٣ والصراط المستقيم ٣: ٥ والبحار 8: 266 و 292 ط حجري و 30: 556 و 557 ط جديد عن شرح النهج وتأريخ بغداد وقاموس الرجال 6: 398 و 7: 188 ونهج الصباغة 4: 381 و 6: 244.
(3) ابن أبي الحديد 12: 78 و 79 وراجع البحار 8: 266 ط حجري و 30: 554 ط جديد وغاية المرام المقصد الثاني: 596 عنه.
(٧٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 702 703 704 705 706 707 708 709 710 711 712 ... » »»
الفهرست