والأخبار أنهما يليان ذلك إن صح فالمراد الولاية ظلما كما حبر عن ولاية غيرهم ظلما بني أمية وغيرهم، وقد نقل ابن أبي الحديد (1) عن كتاب تاريخ بغداد أن عمر سأل ابن عباس كيف خلفت عليا؟ قال: يمنح بالدلو، ويقرأ القرآن، قال:
ألقي في نفسه شئ من الخلافة يزعم أن رسول الله جعل له، قلت: نعم قال: أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعت إشفاقا على الاسلام، وعلم رسول الله أني علمت ما في نفسه فأمسك فدل على أنه نسب النبي صلى الله عليه وآله إلى أنه أشفق منه على الاسلام وعلى أنه علم خلافة علي، وعلى معاندته للنبي وأنه كان مترقبا لموته ليغصب الحق من أهله وهذه من أفحش المطاعن وأوجبها للبعد عن الإمامة، وعلى الاجماع في خلافة أبي بكر لمخالفة علي ومن في جانبه.
وقد حدث علي ابن طلحة بأنه لما خرج عمر حدثه النبي بما أراد أن يكتب ومنه أنه سيلي الأمر اثنا عشر إمام ضلالة عليهم مثل أوزار الأمة إلى يوم القيامة وأوصى إليه بالإمامة وأن يدفعها إلى أولاده إلى تكملة اثني عشر إمام هدى.
وفي رواية أبي ذر أنه لما جمع القرآن أتى به إلى أبي بكر فوجد فيه فضايحهم فردوه، وأمر عمر زيد بن ثابت بجمع غيره، قال زيد: فإذا أخرجه بطل عملي فبعث ليريد من علي ليحرفه مع نفسه، فأبى ذلك فدبروا قتله على يد خالد وهو مشهور.
قالوا: أشفق على النبي حيث كان مجهودا وكثرت الغوغاء عنده فقال: فينا كتاب الله يكفينا.
قلنا: أول ما فيه أنه خالف النبي صلى الله عليه وآله الذي (لا ينطق عن الهوى (2)).
وثانيا أنه لم يرض بحكمه، ووجد؟ الحرج من قوله، وقد نفى الله الإيمان عند مخالفة حكمه، وعدم التسليم لحتمه، في قوله: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما (3) فعمر حاد الله ورسوله، وأبو بكر واده حيث نصبه خليفة بعده وقد نفى الإيمان عن