وغيرها) (1).
" وأن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس " الموالي جمع مولى بمعنى الفاعل أي: الموال، والولي الناصر، وقيل: المتولي للأمور، والولاء والتوالي أن يحصل شيئان فصاعدا حصولا ليس بينهما ما ليس منهما، ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان، ومن حيث النسبة، ومن حيث الدين، ومن حيث الصداقة والنصرة والاعتقاد (الراغب).
والذي تحصل لي من تتبع موارد استعمال كلمتي الولي والمولى هو المتولي للأمور، وليس الولي بمعنى المحب والناصر، ولا يقال أوالي ابني مكان أحب ابني، أو أوالي غلامي مكان أنصره، نعم الولاية والموالاة ربط خاص بين الأفراد باعتقاد كون أحدهم وليا يتولى أمور الناس، والآخر دون مولى عليهم، وإذا كان بينهم حب من هذه الجهة أو مناصرة يستعمل فيه الولي بل الموالاة بهذا المعنى تستلزم المحابة والمناصرة.
والمراد هنا كون المؤمنين بعضهم وليا لبعض يتحابون ويتناصرون، ويدفع بعضهم عن بعضهم، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، فالله والنبي (صلى الله عليه وآله) وأوصياؤه وليهم، وهو مولى عليهم يتحابون ويتناصرون على ذلك، وإذا قيل فلان: ولي أو جعل وليا لا يرتاب في كون المراد مباشرته بمصالح المولى عليهم، والقيام بأمورهم.
ولقد أكثر الفريقان الكلام في معنى المولى لمكان حديث الغدير، وغيره مما يدل على أن النبي (صلى الله عليه وآله) جعل عليا (عليه السلام) وليا بعده، وكثر اللغط وطال الحوار في ذلك وعدوا للمولى بضعا وعشرين معنى تحريفا للكلم عن مواضعه، ولولا قصة ولاية