نعم قولهم " وأنه يحول بيننا وبينك هذا الحي كفار مضر " يدل على كون وفودهم قبل إسلام هؤلاء، ولعل ذلك كان أوائل الهجرة كما مر تصريح الإصابة وابن سعد بكون الوفود في أوائل الهجرة أو مكة فيكون ثلاث وفدات.
وتدل بعض النصوص (الطبقات 1: 314 وفي ط 1 / ق 2: 54 و 5: 557 وفي ط: 406) على أنه (صلى الله عليه وآله) كتب إلى أهل البحرين فقدم عليه عشرون رجلا منهم رأسهم عبد الله بن عوف الأشج في بني عبيد ثلاثة نفر وفي بني غنم ثلاثة نفر ومن بني عبد القيس اثنا عشر رجلا معهم الجارود وكان نصرانيا، وفي 4: 360 وفي ط 4 / ق 2: 77: وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد كتب إلى العلاء بن الحضرمي أن يقيم بعشرين رجلا من عبد القيس، فقدم عليه منهم بعشرين رجلا رأسهم عبد الله بن عوف الأشج واستخلف العلاء على البحرين المنذر بن ساوى، فشكى الوفد العلاء بن الحضرمي فعزله رسول الله (صلى الله عليه وآله) وولى أبان بن سعيد، وقال له: استوص بعبد القيس خيرا وأكرم سراتهم.
وهذا الوفود كان بعد بعث العلاء إلى البحرين ونصبه واليا، وذلك ينطبق على السنة التاسعة وما بعدها، لأنه (صلى الله عليه وآله) بعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين في السنة الثامنة إلى المنذر بن ساوى كما مر عن بعض أو السابعة كما عن آخر أو قبل فتح مكة (ذكرنا الأقوال في شرح كتابه (صلى الله عليه وآله) إلى المنذر بن ساوى) أو في العاشرة كما ذكره الطبري في حوادث السنة العاشرة 3: 147.
ولكن الرواة ينقلون أن رأسهم الأشج ومعهم الجارود، وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: مرحبا بالقوم، وأن الجارود أسلم و... في جميع هذه الروايات ويبعد اجتماع ذلك كله في الوفدتين أو الوفدات بنحو واحد إلا أن يختلط على الرواة.
الثاني: أنهم كانوا مرضيين عند رسول الله (صلى الله عليه وآله).