____________________
ومدار هذا الفصل من الدعاء على الفرار من الله إلى الله والإقبال عليه، وتوجيه وجه النفس إلى كعبة وجوب وجوده تعالى، وقد تقدم الكلام على ذلك مبسوطا.
الفاء: فصيحة، أي: إذا كان حالي على ما وصفت من فقدان الخفير والشفيع وإيجال الخطايا، فما كل ما نطقت به عن جهل مني إلى آخره. وذلك أن العبد المراقب لربه الخائف من ذنبه إذا علم اطلاع الله تعالى عليه، وتحقق أن لا منجى منه إلا إليه، امتلأ قلبه هيبة، وانقبضت نفسه حياء، وارتعدت فرائصه رهبة، فاقتضى ذلك أن لا يطاوعه لسانه بلفظ ولا جنانه بمعنى ولا جوارحه بحركة، فإن فعل شيئا من ذلك فعله تكلفا وتعاطاه تعسفا، ولذلك قال بعضهم: ينبغي لمن ذكر ذنبا أن ييبس لسانه على حنكه من خشية الله تعالى.
وفي دعائهم عليهم السلام: اللهم إن كثرة الذنوب تكف أيدينا عن انبساطها إليك بالسؤال، والمداومة على المعاصي تمنعنا من التضرع والابتهال (1).
فكأنه عليه السلام خشي أن ينكر عليه اتساعه في الكلام بالتوبة، واسترساله في النطق بطلب المغفرة، فأخذ في الاعتذار عن ذلك وبيان الباعث له عليه.
وأما ما قيل من أن المعنى: أن نطقي بما نطقت به لم يكن عن جهل بقبح عملي،
الفاء: فصيحة، أي: إذا كان حالي على ما وصفت من فقدان الخفير والشفيع وإيجال الخطايا، فما كل ما نطقت به عن جهل مني إلى آخره. وذلك أن العبد المراقب لربه الخائف من ذنبه إذا علم اطلاع الله تعالى عليه، وتحقق أن لا منجى منه إلا إليه، امتلأ قلبه هيبة، وانقبضت نفسه حياء، وارتعدت فرائصه رهبة، فاقتضى ذلك أن لا يطاوعه لسانه بلفظ ولا جنانه بمعنى ولا جوارحه بحركة، فإن فعل شيئا من ذلك فعله تكلفا وتعاطاه تعسفا، ولذلك قال بعضهم: ينبغي لمن ذكر ذنبا أن ييبس لسانه على حنكه من خشية الله تعالى.
وفي دعائهم عليهم السلام: اللهم إن كثرة الذنوب تكف أيدينا عن انبساطها إليك بالسؤال، والمداومة على المعاصي تمنعنا من التضرع والابتهال (1).
فكأنه عليه السلام خشي أن ينكر عليه اتساعه في الكلام بالتوبة، واسترساله في النطق بطلب المغفرة، فأخذ في الاعتذار عن ذلك وبيان الباعث له عليه.
وأما ما قيل من أن المعنى: أن نطقي بما نطقت به لم يكن عن جهل بقبح عملي،