فيهم القتل، ولا منع قوم الزكاة إلا حبس الله تعالى عنهم القطر واختلف فيه على عبد الله بن بريدة فقيل عنه هكذا. وقيل عن ابن عباس. قوله: كتاب الاستسقاء قال في الفتح: الاستسقاء لغة طلب سقي الماء من الغير للنفس أو للغير، وشرعا طلبه من الله تعالى عند حصول الجدب على وجه مخصوص انتهى. قال الرافعي: هو أنواع أدناها الدعاء المجرد، وأوسطها الدعاء خلف الصلوات، وأفضلها الاستسقاء بركعتين وخطبتين، والاخبار وردت بجميع ذلك انتهى. وسيأتي ذكرها في هذا الكتاب.
قوله: لم ينقص قوم المكيال والميزان الخ، فيه أن نقص المكيال والميزان سبب للجدب وشدة المؤنة وجور السلاطين. قوله: ولم يمنعوا زكاة أموالهم الخ، فيه أن منع الزكاة من الأسباب الموجبة لمنع قطر السماء. قوله: ولولا البهائم الخ، فيه أن نزول الغيث عند وقوع المعاصي إنما هو رحمة من الله تعالى للبهائم. وقد أخرج أبو يعلى والبزار من حديث أبي هريرة بلفظ: مهلا عن الله مهلا فإنه لولا شباب خشع، وبهائم رتع وأطفال رضع: لصب عليكم العذاب صبا. وفي إسناده إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك وهو ضعيف وأخرجه أبو نعيم من طريق مالك بن عبيدة بن مسافع عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لولا عباد لله ركع، وصبية رضع، وبهائم رتع، لصب عليكم العذاب صبا وأخرجه أيضا البيهقي وابن عدي ومالك بن عبيدة، قال أبو حاتم وابن معين مجهول وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن عدي: ليس له غير هذا الحديث وله شاهد مرسل، أخرجه أبو نعيم أيضا في معرفة الصحابة عن أبي الزاهرية: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ما من يوم إلا وينادي مناد: مهلا أيها الناس مهلا، فإن لله سطوات، ولولا رجال خشع، وصبيان رضع، ودواب رتع، لصب عليكم العذاب صبا ثم رضضتم به رضا وأخرج الدارقطني والحاكم من حديث أبي هريرة رفعه قال: خرج نبي من الأنبياء يستسقي فإذا هو بنملة رافعة بعض قوائمها إلى السماء فقال: ارجعوا فقد استجيب من أجل شأن النملة وأخرج نحوه أحمد والطحاوي.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قحوط المطر، فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه قالت عائشة: فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين بدا حاجب الشمس،