وسميت دار القضاء لأنها بيعت في قضاء دينه، فكان يقال لها دار قضاء دين عمر، ثم طال ذلك فقيل لها دار القضاء، ذكره الزبير بن بكار بسنده إلى ابن عمر. وقد قيل في تفسيرها غير ذلك. قوله: ثم قال: يا رسول الله هذا يدل على أن السائل كان مسلما، وبه يرد على من قال إنه أبو سفيان لأنه حين سؤاله لذلك لم يكن قد أسلم.
قوله: هلكت الأموال المراد بالأموال هنا الماشية لا الصامت. قوله: وانقطعت السبل المراد بذلك أن الإبل ضعفت لقلة القوت عن السفر، لكونها لا تجد في طريقها من الكلأ ما يقيم أودها. وقيل: المراد نفاد ما عند الناس من الطعام أو قلته، فلا يجدون ما يجلبونه ويحملونه إلى الأسواق. قوله: فادع الله يغثنا هكذا في رواية للبخاري بالجزم، وفي رواية له يغيثنا بالرفع، وفي رواية له أن يغيثنا، فالجزم ظاهر، والرفع على الاستئناف أي فهو يغيثنا، قال في الفتح: وجائز أن يكون من الغوث أو من الغيث، والمعروف في كلام العرب غثنا لأنه من الغوث. وقال ابن القطاع غاث الله عباده غيثا وغياثا سقاهم المطر وأغاثهم أجاب دعاءهم، ويقال: غاث وأغاث بمعنى.
قال ابن دريد: الأصل غاثه الله يغوثه غوثا، واستعمل أغاثه ومن فتح أوله فمن الغيث، ويحتمل أن يكون معنى أغثنا أعطنا غوثا وغيثا. قوله: فرفع يديه فيه استحباب رفع اليد عند دعاء الاستسقاء، وقد تقدم الكلام عليه. قوله: من سحاب أي مجتمع. قوله: ولا قزعة بفتح القاف والزاي بعدها مهملة أي سحاب متفرق.
وقال ابن سيده: القزع قطع من السحاب رقاق. قال أبو عبيدة: وأكثر ما يجئ في الخريف. قوله: وما بيننا وبين سلع بفتح المهملة وسكون اللام جبل معروف بالمدينة، وقد حكي أنه بفتح اللام. قوله: من بيت ولا دار أي يحجبنا من رؤيته، وأشار بذلك إلى أن السحاب كان مفقودا لا مستترا ببيت ولا غيره. قوله: فطلعت أي ظهرت من وراء سلع. قوله: مثل الترس أي مستديرة، ولم يرد أنها مثله في القدر. وفي رواية: فنشأت سحابة مثل رجل الطائر. قوله: فلما توسطت السماء انتشرت هذا يشعر بأنها استمرت مستديرة حتى انتهت إلى الأفق وانبسطت حينئذ، وكأن فائدته تعميم الأرض بالمطر. قوله: ما رأينا الشمس سبتا هذا كناية عن استمرار الغيم الماطر، وهو كذلك في الغالب، وإلا فقد يستمر المطر والشمس بادية، وقد تحتجب الشمس بغير مطر. وأصرح من ذلك ما وقع في رواية