قبر وحده بعد ستة أشهر. وفي حديث الموطأ أنهما وجدا في قبر واحد بعد ست وأربعين سنة، فإما أن يكون المراد بكونهما في قبر واحد قرب المجاورة، أو إن السيل خرق أحد القبرين فصارا كقبر واحد. وقد أخرج نحو ما ذكره في الموطأ ابن إسحاق في المغازي وابن سعد من طريق أبي الزبير عن جابر بإسناد صحيح. ومعنى قوله هنية أي شيئا يسيرا، وهي بنون بعدها تحتانية مصغرا وهو تصغير هنة. قوله:
فحملا إلى المدينة فيه جواز نقل الميت من الموطن الذي مات فيه إلى موطن آخر يدفن فيه والأصل الجواز، فلا يمنع من ذلك إلا لدليل. قوله: فأمرهم أن يخرجوه الخ، فيه أنه يجوز نبش الميت لغسله وتكفينه والصلاة عليه، وهذا وإن كان قول صحابي ولا حجة فيه، ولكن جعل الدفن مسقطا لما علم من وجوب غسل الميت أو تكفينه أو الصلاة عليه محتاج إلى دليل ولا دليل.
كتاب الزكاة الزكاة في اللغة النماء، يقال: زكا الزرع إذا نما، وترد أيضا بمعنى التطهير، وترد شرعا بالاعتبارين معا، أما بالأول فلان إخراجها سبب للنماء في المال، أو بمعنى أن الاجر يكثر بسببها، أو بمعنى أن تعلقها بالأموال ذات النماء كالتجارة والزراعة.
ودليل الأول ما نقص مال من صدقة لأنها يضاعف ثوابها كما جاء: إن الله تعالى يربي الصدقة. وأما الثاني فلأنها طهرة للنفس من رذيلة البخل، وطهرة من الذنوب.
قال في الفتح: وهي الركن الثالث من الأركان التي بني الاسلام عليها. قال أبو بكر بن العربي: تطلق الزكاة على الصدقة الواجبة والمندوبة والنفقة والعفو والحق.
وتعريفها في الشرع إعطاء جزء من النصاب إلى فقير ونحوه غير متصف بمانع شرعي