في عليكم. قال الخطابي: إن اسم الدار يقع على المقابر، قال: وهو صحيح فإن الدار في اللغة تقع على الربع المسكون وعلى الخراب غير المأهول. قوله: وإنا إن شاء الله بكم لاحقون التقييد بالمشيئة على سبيل التبرك وامتثال قول الله تعالى: * (ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا إن يشاء الله) * (الكهف: 23) وقيل: المشيئة عائدة إلى الكون معهم في تلك التربة، وقيل غير ذلك.
(والأحاديث) فيها دليل على استحباب التسليم على أهل القبور والدعاء لهم بالعافية. قال الخطابي وغيره: إن السلام على الأموات والاحياء سواء في تقديم السلام على عليكم، بخلاف ما كانت الجاهلية عليه كقولهم:
عليك سلام الله قيس بن عاصم * ورحمته ما شاء أن يترحما باب ما جاء في الميت ينقل أو ينبش لغرض صحيح عن جابر قال: أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله بن أبي بعد ما دفن فأخرجه فنفث فيه من ريقه، وألبسه قميصه. وفي رواية: أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله بن أبي بعدما أدخل حفرته فأمر به فأخرج فوضعه على ركبتيه فنفث فيه من ريقه وألبسه قميصه فالله أعلم، وكان كسا عباسا قميصا، قال سفيان: فيرون النبي صلى الله عليه وآله وسلم ألبس عبد الله قميصه مكافأة بما صنع رواهما البخاري. وعن جابر قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقتلى أحد أن يردوا إلى مصارعهم وكانوا نقلوا إلى المدينة رواه الخمسة وصححه الترمذي. وعن جابر قال: دفن مع أبي رجل فلم تطب نفسي حتى أخرجته فجعلته في قبر على حدة رواه البخاري والنسائي.
ولمالك في الموطأ أنه سمع غير واحد يقول: إن سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد ماتا بالعقيق فحملا إلى المدينة ودفنا بها. ولسعيد في سننه عن شريح بن عبيد الحضرمي أن رجالا قبروا صاحبا لهم لم يغسلوه ولم يجدوا له كفنا، ثم لقوا معاذ بن جبل فأخبروه فأمرهم أن يخرجوه فأخرجوه من قبره ثم غسل وكفن وحنط ثم صلى عليه.
قوله: عبد الله بن أبي يعني ابن سلول وهو رأس المنافقين ورئيسهم.:
بعدما دفن كان أهل عبد الله بن أبي بادروا إلى تجهيزه قبل وصول النبي صلى