باب زكاة الزرع والثمار عن جابر: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: فيما سقت الأنهار والغيم العشور، وفيما سقي بالسانية نصف العشور رواه أحمد ومسلم والنسائي وأبو داود وقال: الأنهار والعيون. وعن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا العشر، وفيما سقي بالنضح نصف العشر رواه الجماعة إلا مسلما، لكن لفظ النسائي وأبي داود وابن ماجة بعلا بدل عثريا.
قوله: والغيم بفتح الغين المعجمة وهو المطر، وجاء في رواية الغيل باللام.
قال أبو عبيد: هو ما جرى من المياه في الأنهار وهو سيل دون السيل الكبير. وقال ابن السكيت: هو الماء الجاري على الأرض. قوله: العشور قال النووي: ضبطناه بضم العين جمع عشر. وقال القاضي عياض: ضبطناه عن عامة شيوخنا بفتح العين وقال: وهو اسم للمخرج من ذلك. وقال صاحب المطالع: أكثر الشيوخ يقولونه بالضم وصوابه الفتح. قال النووي: وهذا الذي ادعاه من الصواب ليس بصحيح، وقد اعترف بأن أكثر الرواة رووه بالضم وهو الصواب جمع عشر، وقد اتفقوا على قولهم عشور أهل الذمة بالضم ولا فرق بين اللفظين. قوله: بالسانية هي البعير الذي يستقي به الماء من البئر، ويقال له الناضح يقال: منه سنا يسنو سنوا إذا استقى به. قوله: فيما سقت السماء المراد بذلك المطر أو الثلج أو البرد أو الطل، والمراد بالعيون الأنهار الجارية التي يستقى منها من دون اغتراف بآلة بل تساح إساحة. قوله: أو كان عثريا هو بفتح العين المهملة وفتح الثاء المثلثة وكسر الراء وتشديد التحتانية. وحكي عن ابن الاعرابي تشديد المثلثة ورده ثعلب. قال الخطابي: هو الذي يشرب بعروقه من غير سقي، زاد ابن قدامة عن القاضي أبي يعلى: وهو المستنقع في بركة ونحوها يصب إليه ماء المطر في سواق تسقى إليه، قال: واشتقاقه من العاثور وهي الساقية التي يجري فيها الماء، لأن الماشي يتعثر فيها، قال: ومثله الذي يشرب من الأنهار بغير مؤنة أو يشرب بعروقه، كأن يغرس في أرض يكون الماء قريبا من وجهها فتصل إليه عروق الشجر فيستغني عن السقي. قال الحافظ: وهذا التفسير أولى من إطلاق أبي عبيد أن العثري ما سقته السماء، لأن سياق الحديث يدل على المغايرة، وكذا قول من فسر العثري بأنه الذي