بالبطلان إلا بعد أن تبين له، وأظن العلة فيه عنعنة الأوزاعي وعنعنة شيخه، وهذا كله إن كان يحيى بن صالح هو الوحاظي شيخ البخاري. (وفي الباب) عن عامر بن ربيعة عند البزار والدارقطني قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين دفن عثمان بن مظعون صلى عليه وكبر عليه أربعا، وحثى على قبره بيديه ثلاث حثيات من التراب وهو قائم عند رأسه وزاد البزار: فأمر فرش عليه الماء قال البيهقي: وله شاهد من حديث جعفر بن محمد عن أبيه مرسلا رواه الشافعي عن إبراهيم بن محمد عن جعفر. وعن أبي المنذر عند أبي داود في المراسيل: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حثى في قبر ثلاثا قال أبو حاتم في العلل: أبو المنذر مجهول. وعن أبي أمامة عند البيهقي قال: توفي رجل فلم تصب له حسنة إلا ثلاث حثيات حثاها على قبر فغفرت له ذنوبه. وعن أبي هريرة غير حديث الباب عند أبي الشيخ مرفوعا:
من حثى على مسلم احتسابا كتب له بكل ثراة حسنة قال الحافظ: إسناده ضعيف. قوله:
وقال هذا من السنة فيه وفيما قدمنا دليل على أنه يستحب أن يدخل الميت من قبل رجلي القبر، أي موضع رجلي الميت منه عند وضعه فيه، وإلى ذلك ذهب الشافعي وأحمد والهادي والناصر والمؤيد بالله، وقال أبو حنيفة: إنه يدخل القبر من جهة القبلة معرضا إذ هو أيسر، واتباع السنة أولى من الرأي. وقد استدل لأبي حنيفة بما رواه البيهقي من حديث ابن عباس وابن مسعود وبريدة أنهم أدخلوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم من جهة القبلة، ويجاب بأن البيهقي ضعفها. وقد روي عن الترمذي تحسين حديث ابن عباس منها، وأنكر ذلك عليه، لأن مداره على الحجاج بن أرطأة، قال في ضوء النهار: على أنه لا حاجة إلى التضعيف بذلك، لأن قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان عن يمين الداخل إلى البيت لاصقا بالجدار، والجدار الذي ألحد تحته هو القبلة، فهو مانع من إدخال النبي صلى الله عليه وآله وسلم من جهة القبلة ضرورة انتهى. قال في البدر المنير بعد أن ذكر أنه أدخل صلى الله عليه وآله وسلم من جهة القبلة وهو غير ممكن كما ذكره الشافعي في الام وأطنب في الشناعة على من يقول ذلك، ونسبه إلى الجهالة ومكابرة الحس انتهى. قوله:
ثم قال: أنشطوا الثوب بهمزة فنون فشين معجمة فطاء مهملة أي اختلسوه، ذكر معناه في القاموس، وقد أخرج نحو هذه الزيادة يوسف القاضي بإسناد له عن رجل عن علي:
أنه أتاهم وهم يدفنون قيسا وقد بسط الثوب على قبره فجذبه وقال: إنما يصنع هذا بالنساء والطبراني عن أبي إسحاق أيضا أن عبد الله بن يزيد صلى على الحرث الأعور وفيه ثم لم