المسلمين القراءة والكتابة، ويطلق سراحهم في مقابل ذلك (1) ولكن هذه الاستفادة مشروطة بأن لا تنشأ عنها سلبيات أخرى كما لو كان ذلك يعطي لأولئك المنحرفين فرصة لتضليل الناس وجرهم إلى مهالك الانحراف، أو يعطيهم بعض النفوذ والهيمنة أو يجرؤهم على التدخل في الشؤون الخاصة بالمسلمين، وما إلى ذلك وهكذا، فإنه يصبح واضحا: ان المرفوض اسلاميا هو التبعية للآخرين والانبهار الغبي بهم، وتقليدهم على غير بصيرة. واما الاستفادة الواعية من منجزاتهم الحيوية لبناء الحياة، والتغلب على مصاعبها، بصورة تنسجم مع احكام الشرع، ومن دون أن تنشأ عنه سلبيات خطيرة فذلك أمر مطلوب، ولا غضاضة فيه وحتى لو كان الخندق بإشارة سلمان من الأساس، وكان سلمان قد استفاد ذلك من بيئته وقومه، الذين ما كانوا على طريقة الاسلام ولا على دين الحنيفية، فلا ضير ولا غضاضة في قبول مشورته. بل الغضاضة في ترك العمل بتلك المشورة إذا كانت موافقة للصواب ويتسبب الاعراض عنها بوقوع المسلمين في مأزق، وهم في غنى عنه ولا مبرر للوقوع فيه. مع وجود مخرج ليس في العمل به حرج ولا تنشأ عنه أية سلبيات يرغب عنها
(٨٣)