الحكمة في ذلك، حسبما تقدم بيانه عن الواقدي ومهما يكن من أمر، فقد ظهر ان المشركين قد فوجئوا بالخندق وقالوا عنه: إن هذه المكيدة ما كانت العرب تكيدها (1) ولعل الانظار قد اتجهت إلى سلمان الفارسي منذئذ..
وسواء أكان ذلك بمشورة سلمان أم لم يكن فان ما نريد ان نؤكد عليه هو ان الاسلام لا يمنع من الاستفادة من تجارب الآخرين ومن خبراتهم في المجالات الحياتية البناءة فقد روي:
أن " الحكمة ضالة المؤمن، فاطلبوها ولو عند المشرك تكونوا أحق بها وأهلها " وفي معناه غيره (2) نعم، إن المؤمن أحق بالحكمة من غيره، ما دام أن ذلك الغير قد يستفيد منها لتقوية انحرافه، وتأكيد موقعه المناوئ للحق وللأصالة والفطرة وقد رأينا: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد اطلق الصناع وأصحاب الحرف في خيبر لينتفع بهم المسلمون (3) وامر النبي صلى الله عليه وآله وسلم المشركين في بدر، الذين لا يجدون ما يفتدون به: أن يعلم الواحد منهم عشرة من أطفال