لاحكام أمرهم مع المشركين، وللحصول على الحد الأدنى من الاطمئنان والوثوق ببعضهم البعض. رغم انهم قد مارسوا - عمليا - أساليب من شأنها أن تنسف كل عوامل الثقة ولو بمستواها الأضعف والأدنى..
وإلا، فهل يمكن أن يكون المشركون قد وثقوا باليهود لمجرد أنهم قد رأوهم يسجدون للأوثان؟!
وهل اعتقد المشركون: أن اليهود قد تركوا يهوديتهم، ودخلوا في الشرك؟!
وإذا كانت الإجابة بالنفي، فما معنى وثوقهم بأيمانهم ومواثيقهم؟! وما معنى اطمينانهم إلى عدم مكرهم بهم، وخديعتهم لهم؟!
أليست نفس استجابتهم لطلب المشركين بالسجود للأوثان دليلا على أنهم لا عهد، ولا ميثاق، ولا أيمان لهم؟ بل هي دليل على أنهم يخادعونهم ويمكرون بهم، ويريدون استخدامهم فيما يريدون بأية صورة كانت، وبأي ثمن كان؟!
ألم يدرك المشركون: أن وثوقهم باليهود استنادا إلى ذلك معناه انهم يخدعون أنفسهم؟! ويظهرون للملأ: انهم على درجة كبيرة من الرعونة والسذاجة؟!
2 - ومما يزيد في ضراوة هذه الشكوك: اننا نجد اليهود، حين سألهم المشركون عن ذلك، قد طلبوا من المشركين ان يعرضوا عليهم دينهم ودين محمد، ليحكموا لهم أو عليهم فلما عرضوا ذلك عليهم أصدروا حكمهم لصالح دين