لنحالفكم على عداوة محمد وقتاله ". فأجابهم أبو سفيان: " مرحبا واهلا، أحب الناس إلينا من أعاننا على عداوة محمد ".
والذي نريد ان نلفت النظر إليه هنا، هو ان هؤلاء الناس لم يكلفوا أنفسهم حتى تلطيف عباراتهم، وعقلنة تصريحاتهم. بل اظهروا كل ما يضمرونه من سوء دونما رادع من خلق، أو وازع من عقل أو شرف أو منطق فلم يقولوا لأهل مكة مثلا: اننا جئنا لأجل ان نتدارس الأمور، بموضوعية وانصاف، ثم بحكمة وبمسؤوليه، واضعين في حسابنا الحفاظ على المصالح الاجتماعية العامة، وتوفير الامن والاستقرار للناس، وتجنيبهم مأسي الحروب وسلبياتها على جميع الأصعدة، وفي مختلف الاتجاهات، واعطاء الناس الفرصة لبناء حياتهم بناء سليما، ثم الاعداد لمستقبلهم، في ظلال من السلام والامن، وفراغ البال واطمئنان الخاطر كما أنهم قد أخفوا ما يضمرونه من الطموح إلى تحقيق مكاسب سياسية، وامتيازات على صعيد النفوذ والهيمنة على المنطقة، أو فيما هو أوسع منها ولم يعترفوا أيضا: ان مصالحهم الدنيوية، وما فيها من أموال وتجارات ومواقع ومناصب، ولذائذ لها دور في اندفاعهم إلى حرب محمد ومن معه، لظنهم انهم سوف يخسرون الكثير مما سيتأثرون به لأنفسهم على حساب غيرهم من الناس المستضعفين والمحرومين بل غاية ما صرحوا به هو ان دافعهم ليس الا الأحقاد والضغائن، والعداوات الباطلة، والبغي والحسد، بل مبرر ظاهر سوى انهم لا يريدون لهؤلاء الناس ان يقولوا: ربنا الله، وليس الحجارة