يكن هذا المجئ. لمحاولة فهم دعوة هذا الرجل، والتعامل معه ومعها بانصاف وبموضوعية، وتعقل وتدبر كما أسلفنا كما أنهم يفضلون الاتصال أولا بابي سفيان، ولم يكن المبرر لذلك الا انهم يعلمون بعداوته لرسول الله، وتسرعه لقتاله، فهم يريدون إذن توظيف حالة الحقد غير المسؤول لدى أبي سفيان، وحالة التسرع اللا واعي عنده لصالح تحقيق الاهداف التي يرمون إلى تحقيقها أضف إلى ما تقدم: انهم لا يتورعون عن ارتكاب جريمة التضليل الاعلامي والتعليمي، ومخالفة قناعاتهم، وحتى أصول دينهم في هذا السبيل، فهم يقررون للمشركين أن الشرك أهدى من التوحيد وأن دعوى الجاهلية خير من الهدي الإلهي هذا كله عدا عن استخدامهم المال أيضا كوسيلة لتحريك بعض الفئات لحرب محمد (صلى الله عليه وآله) ومن معه وإذا صحت الرواية التي تقول: إن أبا سفيان قد طلب من اليهود ان يسجدوا للأصنام لان قريشا خافت من مكرهم، فاستجاب اليهود وسجدوا للأوثان. وكذلك فعل كعب بن الأشرف ومن معه، حين جاؤوا في مرة سبقت حرب الخندق لتحريض المشركين على حرب محمد - إذا صح ذلك - فان الامر يصبح في غاية الوضوح، حيث يكون اليهود قد أسقطوا عن وجوههم جميع الأقنعة، وتجاوزوا كل حد، وكل الأرقام القياسية في سحق المثل والقيم، والمبادئ الأخلاقية والانسانية وأثبتوا أنهم وصوليون بكل ما لهذه الكلمة من معنى..
والغريب في الامر: أننا نجدهم يعتمدون على الايمان والمواثيق