وشجعوهم، وساعدوهم على التفاهم والاتفاق ثم المبادرة إلى غزو النبي محمد، والمسلمين في المدينة وبذلوا لهم من أموالهم ثلث ثمار خيبر أو أكثر من ذلك.
وقد بدا واضحا من سير الأحداث ان اليهود أشد حقدا وحنقا على الاسلام والمسلمين. وانهم رغم كل الآيات والحقائق التي كانوا يعرفونها ويشاهدونها لم يستطيعوا ان يتفاعلوا مع هذا الدين، ولا تذوقوا طعم الايمان به. إلا أفراد قليلون منهم وفقهم الله لنيل هذه الكرامة والفوز بهذا الشرف العظيم من أمثال مخيريق الشهيد السعيد رحمة الله تعالى عليه ورضوانه.
ثم إنهم منذ دخل الاسلام إلى المدينة لم تجتمع لهم هم كلمة على حربه، لأنه دخل قويا عزيزا بتحالفه مع القبائل ذات النفوذ في المنطقة، ولا سيما الأوس والخزرج. ثم من عقد النبي (صلى الله عليه وآله) تحالفات معهم بين الحين والاخر.
ولم يزل اليهود في موقع الضعف والهوان في قبال عز الاسلام ومنعته، ونفوذه وشوكته. فالتجأوا منذ اللحظة الأولى إلا مناوأته بأساليب التأمر والغدر والخيانة، وإذكاء الفتن، وإثارة النعرات العرقية وغيرها، وكان هذا هو السبيل الذي اختاروه لأنفسهم، بعد أن صدوا عن سبيل الله، واتخذوا آيات الله هزوا.
أما المشركون فإنهم حين يستجيبون لليهود، فإنما يستجيبون لانقاذ سمعتهم، واستعادة هيبتهم التي اهتزت وأصيبت بنكسة قوية بسبب تخلفهم عن بدر الموعد. لدواعي حقد دفين يعتل في نفوس الكثيرين منهم. أو إلى نوازع الطمع والجشع وحب الحصول على شئ من حطام الدنيا كتمر خيبر، لدى كثيرين آخرين، كما ويستجيب