أصحابه، ووقف الحارث بن عوف في خيل من أصحابه، وقف فرسان من بني سليم في أصحابهم، ثم تحملوا في طريق واحدة، وكرهوا أن يتفرقوا حتى أتوا على المراض (موضع على ستة وثلاثين ميلا من المدينة) ثم تفرقوا إلى محالهم (1).
لكن الراوندي يقول: إن أبا سفيان قال لخالد:
إما أن تتقدم أنت إلي الناس، ليلحق بعضهم ببعض، فأكون على الساقة، وإما أن أتقدم أنا وتكون على الساقة.
قال بل أتقدم أنا وتتأخر أنت.
فقاموا جمعيا، فتقدموا، وتأخر أبو سفيان فخرج من الخيمة، وأنا اختفيت في ظلها، فركب راحلته وهي معقولة من الدهش الذي كان به، فنزل يحل العقال، فأمكنني قتله، فلما هممت بذلك تذكرت إلخ (2).
فالرواية المتقدمة تقول: إن خالدا قد بقي هو وعمرو بن العاص في جريدة من مائتي فارس، وهذه تقول: إن خالدا تقدم على أبي سفيان، وابن العاص حيث بقي أبو سفيان على ساقة العسكر، وابن العاص في الجريدة، التي تأخرت.
ومهما يكن من أمر، فقد روي عن قتادة: أن سيد كل حي كان يقول: يا بني فلان هلم إلي، حتى إذا اجتمعوا عنده قال: النحاة،