ونقول:
إن النصوص المختلفة تلمح وتصرح: بأن هزيمة الأحزاب كانت لأسباب ثلاثة:
الأول: وهن أمر المشركين بسبب تضعضع ثقتهم ببعضهم البعض، مع طول الحصار، ثم مع ما واجهوه من مصاعب فيما يرتبط بالناحية المعيشية لهم ولكراعهم.
وذلك لان خروجهم إلى حرب النبي بعد انقضاء زمن الحصاد، وفي سنة مجدبة، قد تسبب بنكسة قوية. وهو يدل على أنهم لم يدرسوا الموقف من جميع جوانبه، ولعل ذلك لأجل أنهم كانوا مطمئنين إلى أنهم سيحسمون الموقف لصالحهم في فترة وجيزة ففاجأهم الرسول بخطته الحربية التي التي كانت الظهر بالنسبة إليهم.
الثاني: ما أرسله الله سبحانه عليهم من الريح والجنود التي لا ترى، فإن الآية وإن لم تصرح بأن هزيمتهم كانت بسبب ذلك إلا أن عدم التصريح هذا لان ذلك لم يكن هو تمام السبب في الهزيمة، بل كان من المؤثرات فيها.
الثالث: ما قذفه في قلوبهم من الرعب، بسبب قتل فرسانهم وكبش كتيبتهم، حتى يئسوا من أن يلجوا الخندق مرة أخرى قال ابن