يعصمك من الناس)، شفاعته (فلعلك ترضى)، صلابته (براءة من الله ورسوله)، وصيه (إنما وليكم الله ورسوله)، أهل بيته (ليذهب عنكم الرجس أهل البيت).
وإنما سماه نورا (لقد جائكم من الله نور)، وسماه ظلا (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل) فبنوره يضئ البلاد وبظله يعيش العباد، وقال لسائر الأنبياء: (فبهداهم اقتده)، وقال له: (وان تطيعوه تهتدوا).
قوله: (ولله العزة)، الملوك لهم عيش بلا دين، والملائكة لهم دين بلا عيش، فأعطاه الله عيش الملوك ودين الملائكة. قوله: (طسم) يقال: طا شجرة طوبى وسين سدرة المنتهى وميم محمد المصطفى.
وسئل: ان الله تعالى سماه سراجا منيرا والشمع أنور، والجواب: ان الشمع للأغنياء والسراج للفقراء فلم يحرمهم من نوره، والشمس للظاهر لا للباطن وتضئ بالنهار دون الليل وتخفى يوم الغيم والسراج تعم ذلك.
قوله: (ألم يجدك يتيما فآوى) من كنت له أمينا فلا يكون يتيما، أليس الله بكاف عبده، وان مات أبواك فأنا الحي الذي لا أموت، أربيك كما ير بيان (قل من يكلؤكم بالليل) وأرزقك كما يرزقان (نحن نرزقك) والعاقبة وهكذا.
للحفظ (والله يعصمك من الناس)، وللمدح (وسراجا منيرا)، وللنصرة (هو الذي أيدك بنصره)، وللتزويج (يا أيها النبي انا أحللنا لك)، وللمحبة (ما ودعك ربك)، وللقربة (ثم دنى فتدلى)، وللعفو (ليغفر لك الله)، وللآخرة (وللآخرة خير لك من الأولى). فأي الأبوين يقيم بجميع ذلك؟ ومع هذا جعلت الدارين تحت ختمك ليظهره على الدين كله في الدنيا وعسى أن يبعثك ربك في العقبى.
قوله: (وخاتم النبيين). جابر وأبو هريرة: ان النبي صلى الله عليه وآله قال: وإنما مثلي ومثل الأنبياء كرجل بنى دارا فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويعجبون بها ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين.
قوله: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، لان كل نبي جاء بعقوبة كنوح وهود وشعيب وصالح وانه جاء بالرحمة، فبحرمته سلم الكافر من العقوبة والمنافق من السيف في الدنيا فلاغر وأن ينجو المؤمن من النار في العقبى (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) قوله: (النبي الأمي الذي يجدونه)، وقال صلى الله عليه وآله: نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب. وقيل: أمي منسوبة إلى أمته، يعني جماعة عامة والعامة لا تعلم الكتابة.
ويقال: سمى بذلك لأنه من العرب وتدعى العرب الأميون قوله: (هو الذي بعث